أدب

لكي لا نسقط مرة أخرى و لنفس الأسباب

بقلم : نسرين معتوق
مهما كنت من هؤلاء الذين يملؤون حياة مَن حولهم حياة ، و مهما كنت من هؤلاء الذين يسطعون فيسطع لأجلهم النهار و بإبتسامتهم تبتسم كل الأشياء ، و بحضورهم يحضر الصخب الجميل ، ذلك الصخب الذي يشعرنا بجمال هذه الحياة .. إلا أنه و لابد و أنك قد احتجت في وقت ما للتوقف و لو لبعض الوقت ، احتجت لوقت لا تريد فيه غير الصمت ، غير السكون .. سكونك و قد يكون سكون الأشياء من حولك .
جميعنا نحيا ما بين إشراق لأرواحنا و عتمه ، نحيا لنكون بين صعود و هبوط في هذه الحياة ، أوقات يجذبنا الصعود فنعلو معه و يصنع لنا الشغف أجنحة نلامس بها تلك السحب في السماء و تتلقفنا الأماني فنتنقل بينها و ندور حولها و في أوقات أخرى يشدنا الهبوط فيهفو بنا لنرتطم بالأرض و كأننا لم نحلق في السماء يوماً .
و بكل ما تحمله الأوقات الأولى من سعادة ، فإن الأوقات الأخرى تكون مليئة بذلك الإحباط المؤلم .
و بقدر يقيني بأن مكاننا في كلتا الحالتين ليس دوماً بأيدينا اختياره ، إلا أني أجزم بأننا يا صديقي نستطيع أن نجعل أوقات الإحباط أقصر و الانكسار أقل ، نتحكم في ذلك الألم و نستبدل أوقات إحساسنا به بأوقات فهم لأسباب سقوطنا ، لا لكي لا نسقط مرة أخرى ، و لكن لكي تطول أوقات تحليقنا في السماء و لكي لا نسقط مرة أخرى لنفس الأسباب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى