كتب / محمود عمرون
♡
♡
♡
استيقظت القرية المسكينة على قدوم العمدة الجديد،
قرية « كفر البطيخ »، قرية فقيرة، لن تجدها على الخريطة، يتجاهلها اطلس، واهلها كثيرو النوم، قليلو العمل
انطلقت زغاريد النسوة، وتم اطلاق بضعة اعيرة نارية احتفالا بقدومه
يمر « بالكاريته » فى الطريق العمومي، اول يوم، يتفقد احوال المساكين الذبن قدر لهم ان يعيشوا معه فى احداث بائسة سوف يذكرها التاريخ لعقود قادمة
طفل يلعب، مع آخرون، وقفت الكاريته، نزل العمدة، تسكره نشوة غريبة
ذاك ان العمدة كان حاصلا على الابتدائية والقرية جاهلة
الولد الصغير الجمه الخوف، هرب الرفاق قبل هذا المشهد، اندال تركوني وحدي!
نظر العمدة للولد وسأله، عن اسمه
– ليس لدى اسم يا سيدى
– بما يناديك والداك؟
– امى تقولى يا ولدى، وابي يناديني ابن الكلب
– والناس بما يطلقون عليك؟
– يطلقون على ابن الشيخ
– هل ابوك شيخ؟
– مؤذن يا سيدى، ويصلى بالناس
– وانت هل تصلي؟
– هو يصلى لنا كلنا
كان هذا اغرب ما قابله هذا اليوم، قرية جاهلة، سوف تحتاج الى معجزة
انصرف غاضبا، وانتظر الطفل حتى غاب عن الانظار، ثم ابتسم
وهو يجرى ليخبر الرفاق، عن العمدة
الذي يظن نفسه اذكي اهل الارض
تناقلت القرية اخبار الدجاجة، المبروكة، التى خرجت من دار متهدم، مات كل من فيه
دجاجة محظوظة، سوف تنال من الشهرة ما يفوق الوصف
عندما سمع العمدة، اصر على ان يحضروها له، لكن الغفراء عادوا يخبرونه بالخبر الاليم
اختفت الدجاجة، دون اثر، ثلاث ليال متواصلة، بحثوا فى كل مكان
استجوبوا القاصى والداني، رجل كان او امرأة او حتى طفل
هل رأيت الدجاجة؟!!
فى الاسبوع الثاني، جاءت البشرى
الدجاجة مخطوفة!
بينما كانت الكوليرا تفتك بالبشر من حوله، كان العمدة مشغول بالمهمة المقدسة
البحث عن الدجاجة، المبروكة
سعدية، الخياطة، اخبرت حسنين الحلاق، وهو بدوره اخبر عبدالرحيم الغفير ان الدجاجة مكثت شهرين، فى دار عباس الاكتع، وكانت تبيض ذهبا
تبيض ذهبا!
صرخ العمدة عندما سمع، منذ البداية ادرك ان الدجاجة كنز مدفون
هو وحدة يستحق الدجاجة، ارسلها الله من اجله، هى له
استعر البحث، تحولت القضية من البركات الى الثروات
اعلن العمدة عن جائزة مائة جنية لمن يعثر عليها
وتحولت القرية كلها الى قصاصوا للاثر، ترك الناس اشغالهم، والذين دفنوا امواتهم عادوا مسرعين للبحث
حتى من ماتوا، تركوا وصية تتعلق بالدجاجة!
كانت شلبيه تبكي وتنوح امام العمدة
– هل مات زوجك؟
– لا
– احد ابناءك؟
– لا
– اذن ماذا؟
صرخت المرأة: انها الدجاجة يا مولانا
طعنته فى قلبه، الدجاجة، ضاع حلم العمر
راح يستعلم منها، كيف ماتت المبروكة، ومن المجرم الذى قتلها
المرأة اخبرته، ان الدجاجة اصابتها عين، و ماتت محسودة
ولكنها القت اليه بطوق نجاة
قالت: ان قبر المرحومة « الدجاجة » تخرج منه ابخرة، سحرية
تحول كل ما تلمسه، الى ذهب
عادت للعمدة روحه
فى الطريق الى القبر، كان يحسب حساباته، سوف يقوم بتحويل كل شئ يملكه الى ذهب
وربما قرر ان يمكث الى جوار القبر، و يفتتح محال للصاغة
يالها من دجاجة كريمة، قررت مساعدته حتى بعد موتها
اشارت المرأة الى دار متهدم، ها هو القبر
– سوف ادخل وحدى
دخل الدار مسرعا، المكان مظلم، لا يوجد ابخرة
شبح رجلين اقتربا منه، فى اللحظة الاخيرة عرفهما
و ادرك الخدعة كلها!
ظلت القرية، عام كامل، تحكى حكاية العمدة والدجاجة
وكيف ان الدجاجة قتلته لما قرر تدنيس قبرها
وقالت شلبيه، ان الدجاجة جاءتها فى المنام ، واخبرتها انه يجب على اهل القرية تغيير اسم قريتهم «كفر البطيخ»
ليصبح
كفر الدجاجة!