غير مصنف
لست ادري من أنا
لست ادري من أنا
بقلم مصطفى سبتة
أنا لست ادري من أنا يا أنا فى أنا
قف إلى جانب الدير وسَل عنها
القسايسا وسلهم على التوحيدا
مُدامةً قدستها القوم تقديسا
بِكراً إذا ما انجلت في الكاس تَحسبُها
من فوق عرش من الياقوت بلقيسا
عُجنا على ديرها والليل معتكرُ
حتى زجرن لدى حاناتها العيسا
مستخبرين سألنا عن مكامنها
توما ويوشع ويوحنا وجرجيسا
نأتى الكنائس والرهبان قد عكفوا
لدى الصوامع يدعون النواميسا..
طُفنا بها واستملنا دِنها شغفاً فلم
نخف عندها عيباً وتدنيسا..
حيث البطارق قاموا فى برانسهم
يومون بالرأس نحو الشرق عن عيسى
الكل فى بحر النبى المجتبى حكموا
فوجا أرته رياح القرب تأنيسا
“أنا الذى فى بار خمار الهوى سكران
فى الدِن لا حِس ولا خبرُ
فياااا راهب الدير بالله تُخبرنى..
عن البدور اللواتى ها هنا نزلوا
شَبَكتُ عَشرى على راسى وقلت له
ياراهب الدير هل مرت بك الإبلُ
فحَنّ لى وشَكى .. وأنّ لى وبَكى
وقال لى يافتى هل ضاقت بك الحيل
إن البدور اللواتى جئت تطلبها
بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
أيا ويح روحى من روحى لروحي
وياأسفى عليّ منى فإنى لست أدركها
يقولون خمارُ وخمرُ وصحوةٍ
وكأسٍ على العشاق دار بلا لَمسِ
فمالخمرومالخمار ومالدير ومالحمى
مالكاس مالندمان مالعرش ماالكرسى
فكلهم ذاتى وجمع ظواهرى وعين
وجودى فى الخفا والحسِ..
تألهت باللاهوت والهوت والهوى
وصرت بهوت الهوت فَانى بلا نفسى
أنا فى أنا عاشق ام هائم بل أنا خافي
أنا مدارج الحقيقة العالية فى قانون الإرتفاع
أنا مدارك الرقيقة المتدانية فى ناموس الإتضاع
أنا سر إنسان الوجودأنا عين الباطن المعبود
أنا مدرجة الحقائق فى لُجات حروف الرقائق
أنا غيهب اللاهوت فى حوافظ عوالم الناسوت
أتصور فى كل معنى من معانيا
بل وأظهر فى كل مَغنى من مَغانيا..
أتخلق بكل صورةٍ بل وأُبرز آيةٍ من كل سورة..
أمرى فى البواطن هو الأمر العجيب
وحالى فى الأحوال هو الحال الغريب
يرانى البعيد بعيدا وإنى لأراه قريب
سُكنايا فى حنايا جبل قاف..
ومحلى فى طوايا سورة الأعراف..
أنا الواقف فى مجمع البحرين..
ولربما أنا نقطة ينبوع نهر الـ أين..
أنا الشارب من سلسبيل عين الـ عين..
أنا الشاهد المُشاهد المشهود بالشهادة
انا إن قدرت الأقدار يأتينى كل حى ساجد
أنا المتحرك الساكن فى كل قلب كل عابد
أنا المراقب من عوالى أُنس قدس برازخ الرحموت
أنا دليل سر الحوت فى لُجات بحار اللاهوت
أنا سر التراقى فى كل أمرٍ راقى
وعند دخول محرابى تلتف الساق بالساقِ
تجليت على الطور فى أمر دُكتا
ذبحت الفتى لا قدرت أين ومتى
سفينتى وخرقتها فأنا مدبر القانون
جدارى وأقمته بسر كن فيكون
أمرى كله واقع فى محل الكاف والنون
أنا مُعلم موسى الظاهر..
أنا نقطة الأول والآخر..
أنا القطب الفرد الجامع..
أنا النور السارى اللامع من أصل البدر الساطع.
أنا القول القاطع وسرأسرار الوجود الامع
أنا حيرة الألباب فى أمانى بُغية الطلاب
لا يصل إليّ إلا الإنسان الكامل..
ولا يدخل عليّ إلا الموصول الواصل
وليعلم كل من عادانى أن مكانى فوق مأواه
ومن تجرأ عليّ فمقامى لا يروم له خاطر ولا انتباه
أنا لا يُعرَف لى خبر أنا لا يُرى لى أثر
انا لا يُدرَك عنى ولا يُعلم عنى إلا ما أمُر..
بل يُتصَور ليا الاعتقاد فى بعض تصور العُباد والزُهاد
فتارةً يتسمى بإسمى
وتارةً يُكتب على خده وسمى
فينظر إليه الجاهل الغَر..
فيظن ظنا منه أنى أنا المسمى بالخضر الأَبر..
فأين هو منى أين وأين كأسه من دِني
فلربما أن يحق فيه أنه نقطة من بحرى
أو لعله سويعةً من سويعات ساعات دهرى
إذ أن حقيقته رقيقة من رقائقى
ومنهجه طريقة غراء من طرائقى
ومحراب عين وجوده من إثبات حقوق حقائقى
فبعد هذا التعبير والاعتبارنعم
أنا ذلك النجم الغرارإذ أنى أنا فى أنا
أنا لست لاأنا لا ولا آلاء إلا آلائى أنا