مدير مكتب لبنان – رزق الله الحلو
بارقتا أَملٍ لمعتا في سماء بيروت اليوم الأُربعاء، والأَهمّ بينهما ما أَعلنه رئيس الحُكومة المُكلّف سعد الحريري في شأن التّأْليف الحُكوميّ هذا المساء. فقد أَعلن الحريري بعد لقائه رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون في قصر بعبدا، أَنّه “قدم تشكيلةً حكوميّةً كاملةً مِن 18 وزيرًا مِن أَصحاب الاختصاص بعيدًا مِن الانتماء الحزبيّ، والرّئيس عون سيدرس التّشكيلة قبل أَن نعود إِلى لقاءٍ آخر في جوٍّ إِيجابيّ، والأَمل كبيرٌ في تشكيل الحُكومة لإِعادة إِعمار بيروت والثّقة للبنانيين عبر تحقيق الإِصلاحات”.
وقد أَرخت الأجواء الإيجابيّة المُعلن عنها مساءٍ مِن القصر الجُمهوريّ، بظلالٍ مِن الآمال بقُرب التوصّل إلى بداية حُلولٍ للأزمات اللّبنانيّة المُتلاحقة مُنذُ بدء الحراك الشّعبيّ في 17 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2019.
وأَمّا بارقة الأَمل الثّانية اليوم، فهي ما أَعلنه مُستشار رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، النّائب السّابق أَمل أَبو زيد، بعد لقائه أَمس الثّلاثاء مبعوث الرّئيس الرُّوسيّ الخاصّ إِلى الشّرق الأَوسط وشمال أَفريقيا، ميخايل بوغدانوف في موسكو، أَنّ روسيا “أَوعزت إِلى الشّركات الرّوسيّة المُتخصّصة الكُبرى، في الدُّخول إِلى مجالات العمل والاستثمار في لبنان، بهدف تأهيل البُنى التّحتيّة والمُساهمة في إِنعاش الاقتصاد اللبنانيّ المُتعثّر، وفي شكلٍ خاصّ، المُشاركة في إِعمار مرفأ بيروت”، بعد كارثة 4 آب (أغسطس).
ونقل أبو زيد عن بوغدانوف، أَنّ روسيا ترى أَنّ “الأَولويّة في المرحلة المُقبلة هي للتّهدئة في الشّرق الأَوسط”، وهي لا ترى أَنّ “التّوتُّرات في المنطقة يمكن أَن تتطوّر إِلى حربٍ شاملةٍ في مفهومها الواسع”.
وبرأي الدّيبلوماسيّ الرّوسيّ فـ “إِنّ احتمالات الحرب بين لُبنان وإِسرائيل غير واردة، لأَنّ رئيس الوزراء الإِسرائيليّ بنيامين نتنياهو، في أَسوإِ أَوضاعه السّياسيّة، وقد يخسر معركته السّياسيّة كما ورئاسة الحُكومة”.
وفي الشّأن اللبنانيّ الدّاخليّ، وإِضافةً إِلى تكرار “الحرص على استقلال لُبنان وسيادته، وكذلك على التّنوّع والتّوافق الوطنيَّين”، تحدّث بوغدانوف عن “حرص روسيا أَيضًا على المُبادرة الفرنسيّة، على رُغم التّعقيدات الّتي وضعت هذه المبادره نفسها فيها”.
ويرى نائب وزير الخارجيّة الرّوسيّة أَنّ حُظوظ نجاح مُبادرة الرّئيس الفرنسيّ إِيمانويل ماكرون مُتوافرة، لكنّها مُرتبطة بتعاون جميع الأَفرقاء السّياسيّين الأَساسيين، المُتمثّلين في المجلس النّيابيّ.
وأَضاف: “حتّى ولو تمّ اختيار وزراء تكنوقراط في الحُكومة اللبنانيّة الجديدة، فهذا لا يمنع حُضورهم ودورهم الفاعل مع الأفرقاء السّياسيّين، فليس كلّ التّكنوقراط غير مُسيّسين، ولا يُمكن عزل مُكوّنٍ سياسيٍّ أَساسيٍّ بحسب رغبة بعض الدُّول، لأَنّ هذا العزل يُشكّل أَضرارًا كبيرةً، لبنان في غنًى عنها. إِذا تأَلّفت حكومة، ثمّة أَملٌ في حلّ الأَزمة الاقتصاديّة المُتفاقمة، شرط وضع خطةٍ اقتصاديّةٍ واضحة المعالم، فلُبنان لم يعد يحتمل”.
زر الذهاب إلى الأعلى