(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
بقلم/نانا المصرى
نحن شعب يجلس في المقاهي
لساعات يناقش التفاهات و يغتاب
هذا و ذاك .. و يلعن الحكومة و
الوزراء و المدراء و الرؤساء .. و
يريد دولة مثل السويد و الدانمارك …
نحن شعب يلعن البلدية التي لا
تجمع النفايات التي يرميها هو من
نافذة منزله أو من نافذة السيارة ..
و يلعن البلدية التي لا تنظف
الساحات التي يتبول فيها .. و يلعن
البلدية التي لم تغير زجاج حافلة
النقل التي كسرها رميا بالحجارة ..
و لم تغير مصباح الإنارة الذي كسره
طفله و هو يمارس هواية الرماية بالحجارة ..
نحن شعب يلعن غلاء أسعار المواد
الغذائية و يتسابق و يتنافس في
شراءها و تكديسها .. و يرمي بقايا
أطعمته الكثيرة بعد ذلك في
القمامة .. نحن من أكثر الشعوب
رميا للنفايات المنزلية .
نحن شعب بعد كل مباراة لكرة
القدم نكسر كل شيء داخل الملعب
وخارجه … الكراسي و المرافق .. و
الحافلات التي ستقلنا إلى منازلنا ..
و نكسر بعد ذلك عظام بعضنا ..
سواء خسر فريقنا أو ربح ..
نحن شعب عندما تنقلب حافلة
محملة بالخضر أو الفواكه … نهتم
بسرقة الحافلة و لا نهتم بالسائق ..
أجرح المسكين أم مات ..
نحن شعب يلعن المعلمين و الأطباء
و المهندسين و الموظفين و رجال
الأمن و التجار و الحرفيين و
المقاولين .. مع أن الشعب هو كل هؤلاء ..
نحن شعب يريد الزيادة في الأجور
و لا يريد الزيادة في الإنتاجية ..
يريد المزيد من الحقوق و لا يؤدي القليل من الواجبات..
نحن شعب تجد منا من لا يملك أي
شهادة علمية و لا تقنية و لا تجربة
و لا خبرة له ومع ذلك يريد عملا
مريحا بأجر كبير … و إذا هاجر
خارج بلده اشتغل في أي شيء ..
البناء و الحفر و جمع النفايات .. و
يبيت في العراء و داخل السيارات
و في غرف ضيقة .. و إذا عاد إلى
وطنه تباهى بسيارته
يجب تغيير أنفسنا قبل كل شئ ، و
ربي يهدينا و يصلح أحوالنا…
زر الذهاب إلى الأعلى