بقلم مصطفى سبتة
مازال يركض بين أعماقي
بين أعماقي جواد جامح
سجنوه يوماً فى دروب
المستحيل مابين احلامي
مابين احلامي. والليالي
كان يجرى كل يوم ألف
ميل وتكسرت أقدامه
تكسرت أقدامه الخضراء
وانشطرت خيوط الصبح
فى عينيه واختنق الصهيل
من يومها وقوافل الاحزان
ترتع في ربوعى والدماء
الدماء الخضراء في صمت
في صمت تسيل الدماء
من يومها والضوء يرحل
عن عيونى وشجوني
والنخيل الشامخ المقهور
في فرع يئن ولايميل
مازالت الاشباح تسكر من
دماء النيل فالتخبرينى
كيف يأتى الصبح والزمن
الزمن الجميل يأتى الصبح
فأنا وانت سحابتان تحلقان
على ثرى وطن بخيل
من أين يأتي الحلم والاشباح
ترتع حولنا وتغوص في دمنا
سهام البطش والقهر الطويل
من أين يأتي الحلم الجميل
ومن أين يأتي الصبح
والليل الكئيب على نزيف
عيوننايهوى التسكع والرحيل
من أين يأتي الفجر المشرق
والجلاد في غرف الصغار
يعلم الأطفال من سيكون
منهم قاتل ومن منهم قتيل
لاتسألينى الآن عن زمن
جميل أنا لا أحب الحزن
لكن كل احزانى كلها جراح
لقد أرهقت قلبى العليل
مابين حلم خانني ضاعت
اغانى الحب وانطفأت
لقد انطفأت شموس العمر
وانتحر من كان فينا اصيل
لكنه قدرى بأن احيا على
الأطلال أرسم في سواد الليل
قنديلا وفجرا شاحبا حزين
يتوكأن على بقايا العمر
والجسد أصبح كالهزيل
إني أحبك كلما تاهت خيوط
خيوط الضوء عن عينى
متى أرى فيك ومنك الدليل
إني أحبك لاتكونى ليلة عذراء
نامت في ضلوعي ثم شردها
شردها منى جروحى والرحيل
إني أحبك لاتكونى مثل كل
الناس عهداً زائفا بلا وعود
اونجمة ضلت وتبحث عن
سبيل داويت احزان القلوب
غرست فى وجه الصحارى
ألف ألف ألف بستان ظليل
والآن جئتك خائفاً نفس
الوجوه تعود مثل السوس
تنحر في عظام النيل نفس
الوجوه تطل من خلف النوافذ
تنعق الغربان ويرتفع العويل
نفس الوجوه على الموائد تأكل
الجسد النحيل هى نفس الوجوه
تطل فوق الشاشة السوداء
تنشر سمها ودماؤنا في نشوة
الأفراح من فمها تسيل
نفس الوجوه الآن تقتحم العيون
كأنها الكابوس في حلم ثقيل
نفس الوجوه تعود كالجرذان
تجرى خلفنا وأمامنا الجلاد
والليل الطويل والليل الطويل
لاتسأليني الآن عن حلم جميل
أنا لاالوم الصبح وأن ولى وودع
وتركنا وحدنا وترك أرضنا
فالصبح لايرضي هوان العيش
في وطن ذليل أنا لا الوم النار
أنا لا الوم النار إن هدأت
وصارت نخوة عرجاء في
جسدعليل أنا لا الوم النهر
أنا لا الوم النهر أن جفت
شواطئه واجذب زرعه
وتكسرت كالضوء في
عينيه أعناق النخيل
مادامت الاشباح تسكر من
دماء. النيل ولتخبرينى
فلا تسألين الآن عن زمن جميل
زر الذهاب إلى الأعلى