كيف تتعامل مع مرضي النفوس
كيف تتعامل مع مرضي النفوس
بقلم ■ إسلام سالم
مرضى النفوس” الذين تظهر فيهم صفات الغل والحقد والحسد والبغضاء
كسمةٍ بارزة في سلوكياتهم وتصرفاتهم وتعاملاتهم مع الآخرين.
وهؤلاء شريحة من الناس موجودة في كل المجتمعات وكلٌ منا عرضةٌ
للتعامل معهم فما الطريقة المثلى والأنسب في ذلك؟.
إن الصفات السلبية لا تولد مع الإنسان وإنما هي صفات مكتسبة من
المحيط ومن مؤثرات خارجية وعوامل حياتية، فقد فطر الله النفس
البشرية على سجيةٍ طاهرة تظهر من خلال الأحاسيس والانفعالات
والمشاعر والتعبير عنها في سياق التصرفات وردود الأفعال… ويظهر
هذا النقاء جلياً عند الأطفال في مراحل عمرية وأطوار متباينة قبل
مرحلة البلوغ والتي يحدث فيها تغييرات جسمية وذهنية وتحولات
اجتماعية والولوج خلالها إلى بلورة الشخصية الحقيقية الممثلة
بالصفات والعادات والسلوكيات الفردية التي يعتمد عليها المرء كأسلوب
حياة أو طريقة تعامل.
وإذا أصبحت هذه الصفات السلبية مسيطرة على الفرد فإنها تزج به في
سجن أخلاقي خلف قضبان فولاذية مكبلاً بعقد نفسية يصعب التخلص
منها إلا بعزيمة صادقة وإرادةٍ صلبة وقلبٍ كبير يتمكن من تجاوز تراكمات
نفسية وترسبات مزمنة وكذلك يحتاج إلى عقلية نيرة تساعده على
الارتقاء عن هذا الكم من السلوكيات السلبية.
وإن من سمات الإنسان الذي يحمل صفات الحقد والغل والحسد
والبغضاء هو الشعور بالحرمان وعدم القدرة على إحداث تغيير ايجابي
في الحياة وتمني زوال النعمة عن الآخرين والانتقاص من شأنهم والظن
بعدم أهليتهم لما هم عليه من نعمة وما هو عليه من حال لا يحسد
عليه، وهذه بواعث تجعل من علاقة هذا الإنسان بالآخرين علاقة مشوبة
بالتوتر والتذمر إلى أن تصل مرحلة الإشباع ثم التصادم والمشاحنة
والمشاجرة التي تعتمد ربما على مزاعم وهمية ودوافع واهية.