ابني سنتين ونص، بيرفض كل طلباتي، كل ما اطلب منه حاجة بيقول “لا” ….
يلا ناكل .. “لا” ، ننام .. “لا” ، رتب الألعاب .. “لا”
بيكررها باستمرار .. مش عارفة اتصرف معاه ازاى .. ساعات بتعصب وبزعق ومفيش فايدة.
أعمل أيه؟
– كلمة “لا” مش غلط، على العكس تمامًا دى بتعتبر مؤشر على إحساس الطفل باستقلاليته ودا شئ رائع؛ دا لا يعني اننا هنمشى كلام الطفل على الدوام، احنا هنسمعه كويس وهنحترم رأيه وهنحسسه أنه مش مضطر أو مغصوب على شئ معين وفى نفس الوقت هنحاول نخليه يعمل الشئ الصحيح.
طب ازاى؛ فى أكتر من طريقة، مثلاً هنقوله انت لو ملمتش اللعب بتاعتك دلوقتى مش هنلعب بكل اللعب دي بكرة؛ لاني مش هقدر اسبلك كل اللعب دي طالما مش بترتبهم وانت قايم.. انا عارفه انك بتحب تلعب بيهم كلهم، يبقي نرتب الألعاب وننظمها عشان نقدر نلعب بيها كل يوم.. تحب تسيب اللعب مش مترتبة وف كل حته ومنلعبش بدي بكرة؟ وبدي وبدي؟ ونلعب بلعبة واحدة بس؟، ولا نلمها ونشيلها ونلعب بيها كلها؟
هو من نفسه هيختار لم اللعب..
أديله اختيارات وحسسيه ان هو صاحب القرار، وانه مش مغصوب على فعل شئ معين، انتي بكده بتشجعيه يكوّن شخصية مستقلة؛ متضغطيش على أعصابك ومتهدديش الطفل؛ فى أسوأ الأحوال ممكن يسيب الألعاب بدون ما يلمها أو ينظمها، عادي خدى الأمور ببساطة وحاولى أكتر من مرة ومتيأسيش.
لو الولد شعر انك بتتضايقى وتتعصبي من حاجة معينه، وانتي ضايقتيه، هيبحث عن وسيلته الخاصة في مضايقته ليكِ، هيعند وهيقصد انه يعصبك بتكرارها فحافظى على أعصابك .. خليكى هادئة تمامًا وحسسى طفلك انك سمعتيه وفهمتيه وانك مش بتغصبيه.
الخلاصة احنا مش بنعادي أطفالنا، نستحملهم ونتعامل معاهم بهدوء وذكاء، نديهم اختيارات، نحاول منقولهمش “لا” كتير على أى حاجة بسيطة عشان الكلمة متفقدش معناها، نخليهم يختاروا بنفسهم اللي احنا عايزينهم يعملوه
، احنا بنحاول نحسسهم بالإستقلالية ونديهم حرية التصرف لأن دا بيؤثر على شخصية الطفل وبيجعله مستقبلًا شخص واثق من نفسه وقادر يتخذ قرارات وينفذها مش شخص ضعيف مهتز خجول غير واثق في نفسه.