ثقافة وفن
كنوز و أخلاقيات متوارثة
كنوز و أخلاقيات متوارثة
مقال أد/منى فتحى حامد
~~~~~~
إرث متوارث بالعادات و المفاهيم ، احترام الكبير و العطف على الصغير.
فلماذا لن تكون هذه المقولة للإثنين؟ الاحترام والعطف لكليهما معاً…
فالكبير : هل هو كبيراً بالسن أم بالمقام و الهيبة أم بالمكانة ،
أم بالحكمة و الاتزان فى الاستماع و الانصات لكل قيل و قال ،
والتحدث بكل رقي و علم و جاذبية و فخامة…
فلكل منا كبيراً ، واجباً علينا معاملته بعطف و إحترام و أخلاق ، و أولهما الوالدين
و حسن معاملتها كما أحسنوا تربيتنا و معاملاتنا منذ كنا صغارا حتى صرنا شباباً و نساءاً ..
أيضاً احترام الصغير و اعطاؤه الثقة عند الانصات إليه و أحقيتة فى الحوار
و المناقشة ، و الاستيعاب بالدلائل و المعلومات المتوفرة ، و إلقاء الأمثلة أمام
عينيه للنمو الفكري و الفهم و توصله إلى الحلول المناسبة لأي مشكلة ،
فى ظل التقاليد و العادات السليمة تحت مظلة الحرية الإيجابية …..
فالانصات و الاستماع للآخرين حقاً يؤدى إلى ركيزة الذهن و التفوق و الإبداع
لا للركود العقلي و للنمطية..
و نتطرق بالأمثلة إلى وجوه متعددة من الاحترام فمنه عن طريق الكلمة
و منه بالمعاملات فيما بيننا ، و التواجد بين بلادنا فى الفرح أو الشدة ،
بين الابن و والديه ،بين الأخوة و الأخوات ،بين الزملاء و الأصدقاء ،
كَكيانات واحدة مُحِبة لأرضها و بلادها…
فالإحترام ينُم عن تربية جيدة منذ النشأة وسط بيئة صالحةو متماسكة
،و بهذا السلوك ينعم المجتمع بأُسَرِه و أبنائه و ميادينه براحة و أمان
و سعادة لا متناهية…
أيضاً العطف و الرحمة واجبة للصغير و الكبير سويا ، فكلاهما محتاجاً إليها
،لينعم بالحنان و الطمأنينة ،و من أول صورها صلة الأرحام فى كل أشهر السنة
، و السؤال و الاتطمئنان عن صحتهما و أحوالهما ، و بر الوالدين و خدمتهم
و رعايتهم فى كبر أعمارهم ، حتى فى وفاتهم الدعاء إليهم بالرحمة و المغفرة ،
فالعمل الصالح بالدنيا يصل إليهم بالدعاء و الصدقة و العلم المنتفع به.
فما قاموا بزراعته من علم و خلق و مبادئ فى أولادهم ،يحصدونه خيرات
و نعيم عائداً إليهم….
أيضا مراعاة اليتيم والمسنين و الفقراءوالمساكين وذوى الاحتياجات
الخاصة، فلابد التوصل دائماً للعمل على التواجد بينهم بشتى الطرق
و الوسائل التى تساعد على راحتهم و تعايشهم بهناء و بسعادة فى مجتمعاتنا …
والإحترام سلوكاً يظهر علينا فى كل الأماكن و الميادين ، من تلبية الحلول
لشكاوى المواطنين ، من تجميل و نظافة الطرق و الميادين ، من الجدية
و السعى الدائم للبناء و التشييد و التعمير ،للمقارنة و التعلم و الأخذ بكل ما هو
بصالحنا و مفيد ،تحت شعار العولمة و الانفتاح بالعصر الحديث ، مع الترابط
و الافتخار بنهج ونظم و دراسات و نبوغ كل ما كان بالماضى القديم.