بقلم د / مروة حمودة
أتذكر تسجيل بصوت الراحل عمر الشريف يتحدث فيه عن الفنانة الراحلة فاتن حمامة زوجته السابقة وحبيبة قلبه الأولى قبل وصوله العالمية وأوروبا وما أدراك ما أوروبا والعيش بأوروبا ونساء وفتايات أوروبا أتذكر أنه أكد أن فاتن حين كانت جواره لم يشعر بأنه طائر من الفرح أو ملك من ملوك الزمان لكن حين إنفصلا شعر بحبها خاصة حين كان يدخل في علاقة ثم يجد نفسه لا راحة ولا أمان كذلك الذى عاشه مع فاتن وبتعدد العلاقات أيقن قيمتها وأنها كانت الحب الحقيقي الذى لا يعوض ولا يعود أبدا مهما كان الندم فاتن ذات الملامح البريئة المصرية الخالصة وبروحها الجميلة هزمت نساء أوروبا ولم يستطعن الزفر بقلب عمر حتي المسافات لم يستطيع أن تقلع قلبه عن حبها وكأن الحب أراد لها الإنتصار فكانت المسافات عبث وتعدد العلاقات مزيدا منه لم تطارده فاتن ولم تتوسل له من أجل البقاء بل إنفصلا ومضت لتعيش حياتها لكن عمر لم يتوقف لحظه عن حبها ولم يخجل ثانية من إعلان هذا الحب حتي يقال أنه في أخر أيامه ورغم مرضه كان كثيرا ما يردد إسمها ويسأل عنها فذاكرة القلب كانت أقوى ولم يقدر عليها الزهايمر كما قدر علي عقله فاتن هي الحبيبة الباقية في قلب كل رجل رحل عن حبيبته ولم يقدر حبها من ترك حبيبته وذهب ليتزوج ممن إختارتها له والدته كان وقتها يرى النسيان هينا وأن الأيام والعشرة كفيلة به ولكن كان للحب رأى أخر من أنصت للعادات والتقاليد وترك حبيبته وذهب لزواج من أخرى في رأى مجتمعه هي الأنسب وراهن أيضا علي العشرة والأيام كان للحب معه رأي أخر وظلت حبيبته بقلبه ولم ينساها لحظه حتى ذاك الذى إختار الرحيل بيده وظن أنه من السهل أن يعوض قلب حبيبته ظل بقلبه حنين لا يهدأ إن الحب الحقيقي أبدا لا ينسي ولو تم النسان فتأكد أنه لم يكن حب فغالبا الحب الحقيقي كالروح لا خروج من الجسد إلا بالموت فيه تشعر بالضياع وتشعر أيضا أنه الطريق تود فيه الرحيل فترحل وتعود أكثر ضعفا وأشد إشتياقا للقرب كما لو أنك رحلت من أجل أن تزداد حبا وشغفا يمر مرة واحدة عليك فلا عوض ولا تكرار ولا شبه لروح الحبيب ولو تواجد الشبه بالملامح والأكثر عجبا فيه أن الحواجز تزيد من القرب رغم البعاد تشعر كأنه معك لا بلاد بينكم وبعد البلاد بلاد الخاسر الوحيد فيه هو من إختار الرحيل حيث الشعور دوما بالندم وتذكر لحظات الود في أشد لحظات الإحتياج والعدو الأول فيه الأيام فكلما إزدادت زادت من الحنين وكلما تراكمت تراكمت معاها الآلام أما عن أغبى الأغبياء فيه فذلك الذى ظن أنه استطاع التفرقه بين القلبين وحقق ما يريد لكنه حقق ما كان القرب عاجز علي تحقيقه وفك طلاسم وهز بالبعاد قلوب ما كانت لتهز في القرب بهذا الشكل أما عن الكسبان الوحيد والأوحد في كل هذا فهي تلك التى أحببت وتحملت وحين أيقنت أنه لا جدوى من حبيب تغلبه الأنانيه ويستهويه عدم التقدير غادرت وكأنها لم تحب لتكسب أشياء كثيرة أولها ذاتها وكرامتها وأخرها الإرتباط بأخر يقدرها ويعرف قيمتها لتبقى في حياة من فرط في حبها رسالة مفادها أنا كالعمر لا أتكرر
زر الذهاب إلى الأعلى
مقال رائع و شرح وافي الاحساس الراقي 😍😍😍