قمري شمسه أشرقت 

قمري شمسه أشرقت
بقلم مصطفى سبتة
في رمالي ترى العين أصدافه
بحره قد طمى تزدهي الدرر
في معالي الليالي التي نصطفي 
طاب للقمر السافر السفر
جاء كالطفل يشتاقها أمه
تدعم الحق في عيشه الأسر
بين النجوم يرى سيدا القمر
في قضاء علا شأنه القدر
و السكارى لهم حوله السهر
طاب و الرقص و الشدو و السمر
أبه يعتلي فيه عرش العلى
أمه حلوة وجهها النضر
قد سرت نظرتي قد جرت عبرتي
فيه تاريخه تكتب العبر
صدره قد بكى ظهره قد شكى
قد شدا دهره يرقص الوثر
قد هوت فوق أرضي سماواته
سحره غالب يسحر النظر
ظلمة الليل من نوره قمري
تنجلي زاغ من سحره البصر
ضاحكا مات قد عاشه باكيا
عمره في سؤالي يرى الخبر
أمنه جاء من طول إيمانه
في ربى الكفر لا يزهر الفكر
في عيون الضحى قد صحا ظله
في ربى جنتي يسجد الشجر
و الهوى سيد القلب ما قد هوى
عبده العتق نار لها الشرر
كلما الريح هبت ببحر الهوى
فيه إلا المدى يكبر الخطر
يبدأ الموت في ليله القمر
المشتهي الضوء إن ينتهي العمر
فيه قلبي شدا صار رمز الهدى
فيه فاح الشذا روضه العطر
كل نجم هوى أنسه طاب في
حضرة القمر الساهر السهر
جنة الكون أنثى لها رجل
كان يقضى لدى وصله الوطر
في الصدور الجوى في الدهور النوى
في بحور الهوى يغرق البشر
في مسار الدنى الدائم الخطر
منه يا صاح لا ينفع الحذر
و العدو الذي يشتهي موته
وجهه في مدى القدر القذر
إن خفا قمري ينتهي عمري
في ليالي الأسى يكثر الضجر
صده صار في ليله العطر
صيده كان في مائه العكر
جاء حلوا ربيعي ربوعي بها
إن دوى رعده و هوى المطر
في تباه ربيع الهوى يزدهي
للضحى عطره الواهب الزهر
منبع الماء يجري لمن رأسه
عن مصب هو الباحث النهر
كأسه الصانع الدهر خمر المنى
جسمه مذر روحه شذر
شأنه صار أعلى مقامي كما
قد سمت في حمى مكة مضر
أشتهي الشعر يا ليل شيطانه
مثلما وجه أنثى هوى الذكر
صار في ليلتي نوره شاهدا
ظل فيه نهار الضحى الأثر
في مكان الهدى يسجد البشر
في زمان الهوى يعبد الحجر
من جبال العلى قد جرى ماؤه
منتنا صار في قاعها الحفر
في نهاري فما للضحى الصغر
في لياليك يا قمري الكبر