قصة قصيرة قطعة الشكولاتة
قصة قصيرة
قطعة الشكولاتة
بقلم الأديبة عبير صفوت
كاَنت ومازاَلت تلك الرائحة ، التى هى عبير الأكواَن ، ترى أين ذهبت؟!
فقط بالأمس كاَنت هنا ، حين سألت أبى عنها ، قال :
ماًتت .
لكن حقا ، هل أمى ماَتت ؟!
كيف ماَتت ؟! ومتى ؟! وقد بدى الأمر لى مريباَ ، لا أتذكر من أبى ، إلٱ بضع كلماَت : أفعل كل الأشياء ولكن لا تكذب .
أبداَ لم أكذب على أبى ، كان يقول لى :
انت فريد ، وطبعك فريد .
وحقا لم أكذب ، حين سألنى عن الأوقات التى فرغت من وجود أمى .
ولم أكذب ، حين قلت له ، عن ذالك الضيف ، الذى يأتى في غير وجودة .
ولم أتذكر يوماَ أننى قد كذبت ، فى كل مرة أرى أمى تهمس لمعلمى وتضحك .
كنت أمينا مع أبى ، وكنت أحب أمى ، وأعشق الصدق ، والبوح والوصف
وكل مرة ، كان يكافئنى ، بقطعة الشكولاتة ، شرطاَ ، أن لا أخبر أمى .
ذاَت يوماََ أتت جدتى ، وصرخت فى وجه أمى وقالت :
انتِ الأن من الموتى ، لاَ محالة ، أن زوجك رجلاَ لاَ يعوض ، وأنتِ لاَ تستحقينة .
انا لا افهم ، لماذا قالت جدتى ذلك ، ومالذى فعلتة أمى لتثور الجدة .
أنا أنتظر وأشم عبيرهاَ ، وكأنها مازالت هنا ، ترى لماذا رحلتى يأمى ، وهل حقاَ ماََتت كماَ قال أبى .
كنت أود فقط ان أبشرها بصدقى ، أن أبنها فريد هو فريد ، لانه لن يكذب أبداَ