غير مصنف

قصة قصيرة عــــاطف

قصة قصيرة
عــــاطف
بقلم الأديبة عبير صفوت

وقف عاَطف ، ينتشى عبير الزهور ، التى بدت وكأنها لوحة مذركشة من الجماَل الربانى ، التى وهبتة الطبيعة ، لأل البيت محكوم الجماَل والبِناء فى نمط التصميم الفاَخر ، من أجود الخامات جودة ، بل كان مشيدا ، تشيدا حسناَ

حتى وثب عاَطف يلاَحق الفراشاَت الحرة الملونة ببهائهاَ ، تسعى بين زهرات البلسيان وتمر بين الجاجوبا ، حتى ضحك يساَمر اللحظات الممتعة ، بعين صبى صغير لم يتعدى خمس سنوات ، من تو توقف ليسئل سؤال ، الح علية وأخرجة من خلوه ، قصد به والدتة ، التى كانت تصنع بأبرة الكروشية ، ما يتزين به ، يدفئ صدر الزوج المعهود أدناة .

وتسأل :
حقا ، سيكون لى أبا جديدا ؟!

أجابت الأم ، والسعادة تملاء بإتساع شفتيها :
نعم ياحبيبي ،سيكون مثل والدك .

قفز عاَطف من الفرحة ، ثم عاد يتسأل :
هل تعودين للعمل مرة أخرى .

أمالت الأم برأسها تمتم :
أن أوان الراحة .

قال الطفل وهو يفرك ذقنة الصغير :
لا أفهم .

قالت مستوضحة للأمر :
بابا الجديد ، سيتولى شأن كل أعمالنا ، فقد وكلتة بذلك .

عاَطف يقترب من أذن والدتة هامساً :
ماما ، مازالت لا أفهم .

ضحكت الأم بنبرة مذدهرة الورود ، تقول : غدا ستعلم .

نظرت الأم الى ثيابها الرثة ، ونظرة خاوية من الإهتمام نحو التخت الزهيد ، الذى يلاَزم أسفل النافذة ، كأنه خصص لتلقى القذورات والرياَح العفرة ، فقط من أجل ذلك ، نظرت صوب الأقدام والأحذية ، التى تجلى ظهورها من بين نافذة البدروم وسطح الأرض ، حتى شعرت بإختناق ، ناورها بأحبولة .

إلإ أن جذبتها أنامل صغيرة ، رأت من بين طياتهاَ شحوم من الإتساخ وذرات الأتربة . وجذبتها ، تلك النظرة المنكسرة ، لطفلها الوحيد ، كيف كانت والأن صارت .

وسئلها والحزن يكتوية :
ماما ، أين بابا الجديد؟! وبيتنا الجميل ، والسائق والعربة .

قالت الأم بشئ من الكسرة والحسرة :
أخذ بابا الجديد، كل الأشياء ، ورحل .

قال عاطف ، ويحاول أن يستوعب :
ولماذا لم يأخذنا معة ، مثلما أخذ كل أشيأنا الا نحن .

صمتت الأم ببوح مكظوم ، تلوم قلبها وعمرها المسن ، الذى كان يتوهم ، أن أبن الثلاثين ، يعشق إمراة العمر الخمسينى ، دون الغرض منها .

قصة قصيرة  عــــاطف
قصة قصيرة
عــــاطف
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى