قصة قصيرة
( عاشق السراب)
بقلم / فاروق الحضرى
قلبت كل دفاتر الماضى فلم أجد واحدة سيطرت على كل تفكيرى مثلها
كنت أتأمل هدوءها صامتا فهى بحق أرق من النسيم وكم كانت تداعبنى
الأحلام لأجدها الشمعة التى تضيىء مسكنى أو الوردة التى تجعل كل
حياتى ربيعا دائما …لأنها حسناء حقا كثيرا ما كنت أتأمل عينيها الجميلتين
وخدها الوردى وثغرها الذى لامثيل له..أقف فى شرفتى ودون أن أشعر لا
يتحول وجهى عنها أو عن مسكنها إن لم تكن موجودة ..ثلاث سنوات
أحاول فك رموزها تارة أقول أنها تبادلنى الإعجاب وأخرى أقول أنها
تتجاهلنى …فجأة وجدتها أمامى نظرت إليها مليا توقفت شفتاى عن
الكلام ذابت الحروف فى فمى ازدادت ضربات قلبى ارتعشت يداى تصبب
العرق من وجهى….لماذا لا أستطيع أن أخاطبها أو ألقى عليها
السلام؟!..لماذا أضعف أمامها؟! على الرغم من أننى أتبادل مع أختها
الصغرى وأخيها الأصغر أطراف الحديث كثيرا.. فلماذا هى ؟!
فشلت أن أكلمها فى هذه المرة وعدت أحدث نفسى قلت الحل الوحيد أن
أرتبط بها؛ لأقطع الشك باليقين تقدمت لأطلب يدها كانت تسبقنى
أحلامى النرجسية دخلت المنز ل عندهم رحبوا بى أبلغ ترحيب أقسمت
أننى سأكون زوجا مخلصا ولن أحرمها من أى شيىء وسأوفر لها السعادة
بقدر ما أستطيع..فجأة خرجت من الحجرة تصيح أنا لا أفكر فى الزواج
إطلاقا ذهلت وخرجت لو انشقت الأرض وابتلعتنى كان أهون على من
هذا الموقف الصعب.. لم أنم ليلتى.. وفى صباح اليوم التالى وجدت يدها
عند مدخل محطة مترو الأنفاق يقبض عليها شاب -لاأعرفه- يرتدى قميصا
بدون أكمام ونصف بنطال.. اصطدمت عيناي بعينيها أصابتني الدهشة
وتجاهلت الموقف.