وليد عبد الحميد العياري
أﺣﺒﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺻﺪﻕ. …ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺳﻢ
ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻣﻨﺰﻟﻪ
ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ. ..ﺗﻌﻠﻢ ﺃﺑﺠﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻢ
ﻭﻓﺴﻴﻔﺴﺎء ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﺳﻴﻢ
ﻭﺟﻬﻬﺎ…ﺃﺻﺒﺢ ﺷﺎﻋﺮﺍ ﺣﻴﻦ ﻻﻣﺲ
ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ﻭﺩﻏﺪﻍ ﺍﻟﻌﺸﻖ
ﺷﺮﺍﻳﻴﻦ ﻗﻠﺒﻪ…ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺴﺞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺣﺮﻳﺮﺍ ﻟﻠﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻋﺒﺎءﺓ
ﻟﻠﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﻟﺤﺎﻓﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﻓﻲ. ..ﻛﺎﻥ ﻛﻞ
ﻣﺮﺓ ﻳﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺭﺣﺘﻬﺎ ﺑﺤﺒﻪ
.ﺍﻟﺠﻨﻮﻧﻲ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ
ﻭﻗﺪ ﺳﺠﻦ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭ
ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ. ..ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ
ﺑﻨﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﻫﺘﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻠﺔ ﻛﺮﺿﻴﻊ
ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻟﻌﺒﺔ ﺗﻄﻔﻰء ﻋﻄﺸﻪ
ﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﻋﺎﻟﻢ ﻏﺮﻳﺐ. ..ﻛﺎﻥ ﻳﻐﺎﺭ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﻤﺎﺕ ﺣﻴﻦ ﺗﻼﻣﺴﻬﺎ
ﻭﺣﻴﻦ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﺞ ﺑﺼﺪﺭﻩ
ﻭﻳﺆﺭﻕ ﻣﻀﺎﺟﻌﻪ. ..ﻋﺒﺚ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﺑﻤﺨﻄﻄﻪ ﻭﺑﻌﺜﺮ ﻛﻞ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ
ﻭﺗﻌﺜﺮﺕ ﺧﻄﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺻﻤﺖ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ. ..ﻭﺗﺪﺣﺮﺟﺖ
ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻧﺤﻮ ﻳﻢ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺷﻮﺍﻃﻰء
ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ. ..ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﺸﻖ ﺻﺪﻳﻘﻪ
ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺎﺳﻤﻪ
ﺟﻞ ﺃﻭﻗﺎﺗﻪ. ..ﺟﻦ ﺟﻨﻮﻧﻪ ﻭﺃﺻﺒﺢ
ﻳﺠﺘﺮ ﺧﻴﺒﺘﻪ ﻭﻳﻌﺎﻧﻖ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﻭﻳﻌﺎﻗﺮ
ﻣﺮ ﻗﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍء. ..ﻻ ﻳﺒﺮﺡ
.. .ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺇﻻ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ
ﺳﻜﻨﺖ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺇﺳﺘﻮﻃﻦ
ﺍﻵﺳﻰ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻪ. ..ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻭﺇﻣﺘﻄﻰ ﺻﻬﻮﺓ ﻏﻀﺒﻪ
.ﻭﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻋﺒﺮ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻷﻣﻞ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﺎﻋﺪﻩ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎء..
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ. ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﺟﺪ
ﺿﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﺨﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ
ﺑﺮﻣﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺳﻮﺏ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ
ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺔ. .ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﺃﻣﻮﺍﻝ
ﻣﻤﺎ ﻣﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺮﻛﺘﻪ ﻓﻲ
ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﺸﻬﻮﺭ
ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺮﻗﻤﻴﺔ. ..ﻭﻳﺬﻛﺮ
ﺃﻧﻪ ﻭﺟﺪ ﻣﻄﻠﺐ ﺷﻐﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ
ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻹﻣﺮﺃﺓ. .ﺣﻴﻨﻬﺎ
ﺩﻕ ﻗﻠﺒﻪ ﺩﻗﺎﺕ ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﻛﺘﺴﺎﻗﻂ
.. .ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﺭ ﻧﺎﻓﺬﺗﻪ
ﺍﻹﺳﻢ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺓ. ..ﺇﻧﻬﺎ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ..ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻳﻄﺎﺭﺩﻩ ﺑﻜﻞ ﺁﻻﻣﻪ. ..ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ
. .ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻋﺪ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ
ﻭﺣﻴﻦ ﺭﺁﻫﺎ ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ.
. .ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ ﺳﻴﺪﺗﻲ
ﺃﺭﺍﻙ ﻧﻀﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻋﻬﺪﺗﻚ ﺣﺘﻰ
.ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺁﺑﺖ ﻧﺨﺮ ﺟﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﻥ
.. .ﻓﺄﺟﻬﺸﺖ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ..
ﺃﻧﺖ ﺻﺪﻳﻖ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﺬﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﻼﻋﺐ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻱ ﻭﺗﺮﻛﻨﻲ ﻛﺮﻳﺸﺔ
ﻓﻲ ﻣﻬﺐ ﺍﻟﺮﻳﺢ. .ﺗﺘﻼﻋﺐ ﺑﻲ ﻳﺪ
ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎء. ..ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﺒﺒﺘﻚ
.. .ﻭﻣﻨﻌﻨﻲ ﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﺑﺬﻟﻚ
.. .ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ..ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ
. .ﺳﺎﻣﺤﻚ ﺍﻟﻠﻪ. .ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ
ﺃﺗﺘﺰﻭﺟﻴﻨﻲ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎء ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ
ﻳﻘﺎﻃﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻲ. .ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ
ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻛﺤﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻠﺴﺎﻥ
ﺧﺪﻫﺎ. ..ﻛﻘﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﻳﺞ
ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ. ..ﻗﺒﻠﺖ. ..ﻗﺒﻠﺖ. ..ﺷﻜﺮﺍ
… .ﺇﻻﻫﻲ. …ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻓﺮﺣﺎ
ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﻤﺎﻥ
ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﺒﻊ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ
.. .ﻭﺳﺠﻦ ﺍﻟﺘﻤﻨﻲ.
زر الذهاب إلى الأعلى