قصة بعنوان(أنين قلب)
الفصل الأول ………..(جريمة تحت الظلام)
بقلم الكاتب/محسن رجب جودة
في ليلة من ليالي الشتاء القارصة البرودة وكان القمر يختفي تحت ساتر من الغيوم التي غطت السماء وكأنه أراد حرمان الأرض من الضوء …..كانت سلوى تذاكر عند صديقتها سحر كعادتها وفجأة انقطع التيار الكهربائي عن القرية كلها مما جعل سلوى تقول يا لها من ليلة حالكة الظلام ..وهمت بالعودة إلى منزلها …وحاولت سحر بشتى الطرق أن تبقيها معها أو تذهب معها ولكنها رفضت وعندما شعرت سحر بإصرارها أحضرت لها مصباح صغير لكي تبصر به عثرات الطريق ………في نفس الوقت كان محمود في أول الطريق الذي يشطر القرية إلى نصفين وعلى جانبيه المنازل كأنها أطفال مذعورة من الظلام وكان هناك بيت مهجور بمعزل عن البيوت وكانت سلوى تمر به كعادة أهل القرية دون خوف وقد أعتادت على ذلك فلا يوجد ما يثير خوفها …..ولكن فجأة عندما أقتربت من هذا البيت إذ بها تنتفض بشدة وينتابها خوف شديد على غير عادتها …..فهل هذا الخوف من الظلام التي تحاول اختراقه بهذا المصباح الصغير أم أنها الغريزة التي تحاول تنبيهها بهذا الشعور لاقترابها من مكمن الخطر الذي ينتظرها على هذا الطريق وهي لا تدري أن هناك عيون ذئبين تتربص بها منذ لحظة الخروج …..وفجأة أخذ قلبها ينتفض بشدة مما جعلها تتوقف عن المشي فكانت لا تستطيع أن تمشي خطوة واحدة من هذا الفزع وكانت تريد العودة مرة أخرى إلى صديقتها ولكنها تذكرت ثرثرتها فهي لا تقدر على العودة وإلا لاصبحت أضحوكة على ألسنة زميلاتها …….مما جعلها تختار أن تمضي في طريقها مهما كانت العواقب لم تكن تدري أن العواقب ستكون وخيمة وعاودت سيرها وهي ترتعد من قمة رأسها حتى أخمص قدميها حتى أصبحت أمام مكمن الخوف والخطر وفجأة وبدون سابق إنذار إذ بيد قد وضعت على فمها لتمنعها من الصراخ فشهقت شهقة شديدة وأرتعدت مفاصلها وحاولت أن تمتلك ولو القليل من قوتها التي خانتها وتركتها وحيدة وأدارت يدها التي تحمل المصباح ناحية صاحب اليد وأغمر الضوء وجهه وعرفته على الفور…………إنه ذلك الشاب سيىء الخلق الذي تقدم لخطبتها من ما يقرب من شهر ورفضته لسوء خلقه وكان معه شخص أخر لم تتبين ملامحه جيدا ولكنه يحمل سكينا في يده وحاولت أن تهرب أو تحرر فمها بعدما أدركت نواياهم الدنية فهما يريدان أن يسلبوها أعز ماتملك وقد أختارا هذا البيت مسرحا للجريمة وقاما بحملها وأدخلاها هذا البيت بعد محاولت عديدة منها سقط على أثرها المصباح الصغير دون أن ينتبها لذلك …..وقاما بتكميم فمها وربط يديها خلف ظهرها وحاولت وحاولت ولكن دون جدوى ……وبدأ يقترب منها ويزحف إليها العار وتحاول الفضيحة أن تلتصق بها مع اقتراب هذا الذئب البشري الذي لا هم له سوى افتراس فريسته التي وقعت أخيرا بين براثنه تسبقه شهوته الحيوانية …..حتى أصبح أمامها وقال لها هل تعلمين أني أتابعك خطوة بخطوة منذ لحظة رفضك لي لكي أقضي على غطرستك وكبريائك …وقد حانت لي هذه اللحظة لكي انتقم منك ……….في نفس اللحظة كان محمود قد اقترب من هذا البيت وهو يشدو بأغنية شهيرة وفجأة توقف عن الغناء فقد لمح المصباح الملقى على الأرض ومازال مضاء فيا لروعة القدر فما زال القدر يمنحها فرصة أخيرة فاقترب منه وأمسكه في يده محاولا تفسير ماحدث أسئلة عديدة لا يجد لها حل الشيىء الوحيد الذي يعلمه هو أمر هذا البيت ولكنه أراد أن يكتشف سبب وجود هذا المصباح بنفسه فدخل هذا البيت بعد أن سمع أصوات غير واضحة مصمما على اكتشاف ما يحدث وهو لا يدري أنه بعد دقائق قليلة سوف يسيل دمه ……….وفجأة وقع بصره على مشهد تقشعر منه الأبدان فرأى شخصين وفتاه أحدهما يمسك بها والأخر يجردها من ملابسها وهي تقاومه بشدة ولكنها لا تقدر عليهما …….فصرخ ماذا تفعلون أيها الحيوانات وقعت الصرخة على قلب سلوى فتنهدت بارتياح بينما هما فقد شحبت وجهيهما كالموتى ……..وألقى محمود المصباح من يده وحاول تخليص الفتاه من أيديهما فإذ بأحدهما يندفع نحوه يحاول ضربه ولكن محمود المشهور بلياقته العالية انحرف عن طريقه فقد توازنه فأمسك محمود به وضربه ضربة أسقطته على الأرض …وهجم الثاني عليه شاهرا سكينا في يده يحاول غرسها في جسد محمود ولكن محمود أمسك بيده وضربه ضربة شديدة سقطت على أثرها السكين من يده بجوار الشخص الأول ….ثم قام بضرب رأسه في الحائط فقد علىأثرها الوعي ثم قام ناحية سلوى وقام بتحرير فمها ويديها وهو لا يعلم أن الشخص الأول يقف خلفه شاهرا السكين في يده ولمحته سلوى فصرخت احترس ولكن سبق السيف العزل فقد انغرست السكين في موضع القلب وتفجرت الدماء وسلوى تصرخ وتصرخ ………..حتى فقدت الوعي
زر الذهاب إلى الأعلى