قصة الرعب و
الجريمة
يتحدثون بهمس
بقلم عبير صفوت
قطعا إنها أرهصات ياعزيزي ، العلم دائما يتوقف عندما نستمع لما يقال عن الخوارق والغرائب .
هذا ما قالة دكتور مدحت الأخصائي النفسي ، عندما جاءت تلك المراة تحمل من الخوف
أطنان ، تعرب عن سوء ظنها ، بما حدث وتداولت به أبنتها الوحيدة رجاء متفوهه بما لا يصدقة العقل .
أتضجع الدكتور حلمي في مجلسة ، بعد ان انتبة لحوار خليلة المسلم به الدكتور مدحت ، بما لا يقبلة الواقع حتي قال : مثلما قلت ، العقل دائما لا يقبل الغموض .
تعجب مدحت معترضا ، حيث قام بوقار وهدوء وهو يحاول ان يضع اداة الكشف عن يدية
وهو يلوح بهما في حيز ضيق ، قائلا باستعطاف كاد يأخذ من قلبة براح خاص : هذه الأمور تحدد المصائر و تكشف الكثير من الخبايا التى من المحتمل ، ان تكون خدعة .
اكد الدكتور حلمي بحماس : لابد لنا من المتابعة ، بل يجوز ايضا حضور المحقق ، ربما في الأمر إدانة .
عبر الدكتور مدحت بحركة طفيفة من راسة تؤشر عن الموافقة ، وتأييد الأقتراح .
تصاعد الأمر قسوة لا محالة ، حين هجرت تلك الأحاسيس من قلبها ، حزف الأمان
و السلام والأستكانة ، لا يتضور الجائع لطعام الا اذ اشتم من صنع الأطعمة ، تشعر بالخوف الذي كانت خلافة تتوق للامان .
ساعة الجدار تتراقص ، من انتم ؟! من انتم ؟! لا ادري كيف لكم القدرة في أغفاء أمي
في خدر ، هذا ما قالته رجاء ، وهي تتحدث باتساع عيونها وفاه فارغة بالزعر ،
الا و جهرت في رهيب من صراخ :
ماما ماما .
ضحكت بعض الأسماع ، تتصاعد من أصوات الطفولة التي انتهت لأصوات رجال النضوج ،
حتي بهتت رجاء ، رأت هذا الرجل يجلس في هيئة الجد الراحل قائلا في وثوق :
مما نحاكي الملابس يابنيتي ؟!
شعرت الفتاة بأمان مخدوع قائلة بحذر موقوت : هل انت جدي ؟! عادت تكذب نفسها قائلة : انت من الأموات ، انتم اشباح ، انصرفوا انصرفوا انصرفوا .
تلاشي الجد في لمحة البصر ، يصدر خلفة نفس الضحكات تخلط بين نغمات الأطفال واصوات النضوج .
حتي لم تشعر رجاء الا ويدا تربت برأسها ، وكأن صوتا يتنادي بها من العالم الأخر : رجاء رجاء .
حتي تنبهت رجاء لدكتور مدحت ، ينظر اليها بإهتمام قائلا : رجاء هل عدتي لرشدك ؟!
تصمت حائرة بضع دقائق ، الا وهي تقول : مما نحاكي الملابس ؟!
نظرها الطبيب صامتا لحظة ، حتي تدخل المحقق بوجه البشوش ، قائلا في ثقة : من الأصواف يا رجاء
كانت المفاجأة عندما رأت رجاء هذا الكيان الحاذق ، وهذا ما دفعها للبوح قائلة : هو قال ذلك .
قال المحقق : من القائل يا رجاء ؟!
قالت وهي تشير صوب لوحة معلقة لجدها الراحل
منذ عشر سنوات : ها هو .
حيث بهت وجه الأم ، التي غيرت مجري الحديث : رجاء يبدو ان أعصابك قد توترت ، بسبب التنقل والرحيل .
حتي أنتبة الطبيب لحديث الأم مؤيدا : حقا تغير الأمكنة له دور فعال في القلق والخوف والهواجس .
أكدت الأم : بالطبع هو كذلك .
انما لم يأخذ المحقق الحوار الذي صار ، علي محمل الأعتقاد والجدية بعد .
منظومة من الأدراك لم تنتهي علي قيظ من التوتر والإنتظار ، حتي اذ جاء الليل غفت
خدرت كالمسحورة ، واستوعبت رجاء العلم بالدرس ، إنها رسالة صعبة التفسير ، حين
ظهر هذا الجد الشبح مرة اخري ، إنما تسألت رجاء ، وهي تري نفسها تقترب من هيئة
متجسدة ضخمة ، ولم تري الا وجها بشوش يتلاشي علي قارعة الطريق ،
و لم تتنبة الا علي صوت احدهم قائلا : مالأمر الذي دفعك للمجئ هنا ؟!
حتي فتحت رجاء عينيها ، تري مرقدها الوسير تهمهم : مما تكون محكاة الملابس ؟!
ما سر المقبرة ؟!
ذاد الأمر من السوء استحالة التوقع ، حتي صعب الأمر علي الأطباء ، ونهض المحقق
يتفحص الماضي ، حتي علم ان رجاء لم تقطن هذا البيت منذ كانت طفلة ،
ولم تعود الية الا بعد عشر سنوات مع والدتها ، حينها بدي علية الحيرة ، متأكدا ان العالم الأخر يتحدث في إطار الرسالة المعبرة .
تلك الليلة كانت لها من العصيان والنعوت قلوب عنيدة ، اصر كلا من يهمة الأمر المتابعة ،
حتما سيري في هذا الوقت بيت القصيد ، تيقظ الدكتور حلمي وهو ينظر و يترصد جيدا
أجفان صديقة الدكتور مدحت ، حتي يتأكد انهما في محض الانتباة ، بل ان المحقق قام
بدورية كاملة يتفحص المداخل و المخارج للمنزل ، واستقر بجانب غرفة رجاء ،
بينما كانت والدة رجاء في غرفتها المغلقة في حزر شديد .
لم يقترب منتصف الليل الا وانتقلت رجاء بطريقة لا إرادية ملقاة عند القبر مرة اخري ،
إنما ما رأتة كانت له الأهوال و من شدة الموقف العجب ، بل ان المحقق صدم عندما علم
ان الأمر تم و عيونهم في تلك اللحظات كانت متبصرة ، حتي صار المحقق ينتزع منه الصبر ،قائلا : حتما والله انه سحر .
بينما صمتت رجاء الا بعد برهة من الزمن باحت بحصرة ، قائلة : لا والله انه هذا الأمر الحق لمن عند اللة .
حتي انصت جيدا لما سردتة رجاء ، في صور فعلية تجسدت ، من خلالها ، التقط المحقق انفاسة ، بعدما اجتمع بالأطباء ، ينظر لرفات الراحل ، والد رجاء ، حتي قرر اعيد فتح القضية ، انابتا عن ما جد من احداث فيها .
حتي بكت المراة وهي غير مدركة ، وبدت تسرد ماتم في خديعة الماضي ، وما تكهنت في اخفاء الأمور فيها .
قال المحقق وهو لم يري من قبل ، اعجوبة في الأزمان مثل ذلك ، حتي تناول الأمر
مستشهدا : مرت الجريمة كا شريط سينما ، فلم يتكرر لمثل هذه جريمة محكمة ،
قتل زوجك بالسم الأبيض علي يديك ، وانت المذنبة التي اخفت جرمها سنوات ،
لم اعلم ان الأرواح الطيبة تاتي يوما لتكشف الأمر ، هل كنت تعتقدين يوما ان الأمر
سينكشف ؟! انما لا ريب ان حكمة الله جعلتك تعودين للمنزل بعد هذة الاعوام ،
لتقيدي الي المسألة من جديد .
انتظر الدكتور مدحت رويا حتي قال وهو واهم : لم اؤمن حتي اليوم بهذه الخوارق .
حتي اكد له دكتور حلمي : حكمة من الله .
حتي دخل عليهما المحقق متهافتا بوجة البشوش : الاقدار والارواح الطيبة يتفقان احيانا في اظاهر الحق .
زر الذهاب إلى الأعلى