قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وحقيقة لعنة الفراعنة
قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وحقيقة لعنة الفراعنة .. صور
كتبت/مرثا عزيز
مر 97 عامًا على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، التي تعتبر من أهم وأكبر الاكتشافات الفرعونية في العصر الحديث، ولاتزال قصتها تتردد في جميع أنحاء العالم، وأخرها افتتاح معرض توت عنخ آمون، الجمعة الماضي في مدينة لندن لمشاهدة بعض كنوز الملك الشاب.
القصة بدأت عندما كانت أعمال التنقيب مستمرة داخل النفق الذي يؤدي إلى مقبرة رمسيس السادس في وادى الملوك، لاحظ عالم الآثار والمتخصص في تأريخ مصر القديمة البريطاني هوارد كارتر، وجود قبو كبير، فبدأ تنقيبه الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون.
من خلال فتحة تطل على الغرفة، حمل كارتر شمعة وهو ينظر إلى جدران الغرفة، فأتى صوت مساعده ينبه “هل أن ترى أي شيء؟”، فأجابه كارتر “نعم إني أرى أشياء رائعة”، فجدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات، حتى استوقفته جملة أو تعويذة فرعونية “سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك”.
بعد أن خرج ورفاقه خارج محيط التنقيب، ضربت عاصفة رملية قوية حول قبر توت عنخ آمون، وشوهد صقر يطير فوق المقبرة، ربما كانت الرسالة الأولى، من سلسلة الحوادث الغريبة التي لحقت بفريق التنقيب منذ اكتشاف المقبرة في نوفمبر لعام 1922م، وحتى فبراير 1923م، عندما دخل كارتر إلى الغرفة التي تحتوي على تابوت “توت عنخ أمون”.
روى في كتاب “سرقة الملك”، للكاتب محسن محمد، أن عصفور الكناري كان يقف على كتف كارتر في أثناء التنقيب، فسميت المقبرة “مقبرة العصفور الذهبي”، حتى ألتهمت الكوبرا العصفور من قفصه، يوم حفل الافتتاح، اعتقد في ذلك الوقت، أن ثعبان الكوبرا الذي يوجد على التاج فوق رأس تماثيل ملوك الفراعنة، هو انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده.
وكما قالت التعويذة، “الموت بجناحية السامين”، حيث قرصت حشرة سامة تحمل نوعا من البكتيريا كار نافون، ممول البعثة الأثرية، أصابته بحمي غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا، وفي منتصف ليلة افتتاح المقبرة، توفي اللورد في القاهرة، ثم انقطع التيار الكهربائي، ما أدى إلى ربطت الصحف بين وفاة اللورد وإطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت، وقال الفلكي لانسيلان: “لقد انتقم توت عنخ آمون”.
توالى الموت بين فريق العمل بالمقبرة، حتى طال 40 رجلا، رجعت أسباب الوفاة بين الحمى والتسمم، من بينهم السير “أرشيبالد دوجلاس ريد”، الطبيب الذي قام بعمل الأشعة السينية لـ “مومياء توت عنخ آمون”، ومات دون معرفة السبب، وتوفي “آرثر كراتندن ميس” عضو في فريق كارتر للتنقيب عام 1928م بسبب تسمم الزرنيخ، أما أغرب وفاة كانت “ريتشارد بيثل” السكرتير الشخصي لكارتر، حين وجد مخنوق في سريره عام 1929.
أما صاحب الاكتشاف، كارتر، عاد لبلاده عام 1932، يعاني من سرطان الغدد اللمفاوية، وقام بجولات بالولايات المتحدة لإلقاء المحاضرات عن مصر وتوت عنخ آمون، في عام 1939 توفي عن عمر ناهز 66 عاما في منزله بلندن.
في جولة لمقتنيات “توت عنخ آمون”، إلى لندن لعرضها في أحد المتاحف عام 1972، قام الضابط لانسدون، بركل الصندوق الذي كان يحتوي على القناع الذهبي للملك الشاب بقدمه، وهو يقول متفاخرًا: “ركلت أغلى شيء في العالم”، وبعد فترة كان يصعد سلما، فانهار تحته فجأة، وكسرت رجله، وظل في الجبس لمدة خمسة أشهر كاملة، كما نشرت “سبوتينك” الروسية.
مرت أكثر من 80 عاما، منذ مغادرة كارتر، حتى بدأ فريق العمل برئاسة الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري في نقل مومياء “توت عنخ آمون”، خارج المقبرة لدراستها بالأشعة السينية، وتفاجأ بعاصفة ترابية حادة غطت وادي الملوك كله، مما أدى إلى توقف فريق العمل عن الحركة، وانتهت العاصفة وعاد العمال والباحثون إلى العمل من جديد، وأخرجوا المومياء خارج المقبرة لتركيب جهاز الأشعة السينية وهو جهاز في غاية الدقة أرسلته جمعية “ناشيونال جيوجرافيك” الأمريكية، وفجأة توقف الجهاز عن العمل لمدة ساعة ونصف، على الرغم من حداثة الجهاز، وفقا لرواية حواس في أحد لقاءاته التليفزيونية.
يعتقد البعض أنها لعنة الفراعنة وآخرون يروها مجرد أسطورة، إلا أنها قد تكون السبب في وصول مقبرة “توت عنخ أمون” إلينا كاملة، ولم تصل إليها أيادي اللصوص، طوال الـ5000 عام، حيث احتوت على 5398 قطعة، بينها مشغولات ذهبية، وقناع الوجه، والعروش الملكية، وأقواس الرماية، والأبواق، وكؤوس، ونبيذ وصنادل وملابس داخلية، وعجلة حربية، وسيوف ورماح.
وشرح الدكتور زاهي حواس عالم الآثار في تصريح سابق خلال ندوة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بعنوان رحلتي مع الآثار العام الماضي، أن لعنة الفراعنة تم الحديث عنها بعد الكشف الأثري لمقبرة توت عنخ آمون، مؤكدًا أن “لعنة الفراعنة” ما هي إلا “افتكاسات” من الصحفيين الذين لم يتمكنوا من الكتابة عن اكتشاف المقبرة حينذاك، وأنه لا يوجد شيء اسمه لعنة فراعنة.
وقال حواس: “إن المصري القديم كان بارعًا في السحر، وتم اكتشاف وترجمة العديد من القصص والبرديات التي توضح كيفية اعمالهم السحرية التي كانت منذ آلاف السنين”.
وأضاف أن: “أي مومياء إذا تم دفنها وغلق الغرفة عليها لمدة 3 آلاف سنة، فان الجراثيم والروائح التي تخرج منها تتشكل في صورة حيوانات صغيرة قارصة تؤدي إلى تسمم الإنسان وموته في الوقت ذاته”.