بقلم الأديب المصرى د.طــارق رضــوان
وكأن الحياة تختبرنا فى أقوى ما لدينا كى تؤكد لنا أن هناك قوة تدير هذا العالم ولكى تبرهن لنا أن ما أوتينا من علم وقوة جسدية وعقلية ما هى إلا شىء قليل لا يُذكر امام قوة الله.
فالقرأن كان حجة قوية للعرب بقوتهم وبلاغتهم المشهود بها.والسيدة مريمالعذراء ويوسف الصديق وغيرهم الكثير من المثلة التى تثبت أن الله لا يتحدى الضعفاء وإنما يتحدى أصحاب الهمم فى مجا لقوتهم ليعترف الجميع بأن ما لدينا ينفذ وما لدى الله باقى لا ينفذ. فلا داعى للغرور والكبرياء . فقد خلقنا الله فى كبّد وعناء، ضعفاء لا غنى لنا عن طلب معونته والتمسك بما أمر به
قيقول سبحانه وتعالى:” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان فِي كَبَد” . وكيف لا؟! أليس هو الخالق فهو سبحانه يعلم ما يجب علينا فعله وما لا يجب حتى الفتكير به لإستقامة حياة عباده وسعادتهم وفوزهم بالجنة الموعودة. وسعادتنا الدنيوية تكمن فى السمع والطاعة والعبادة الخالصه لوجهه الكريم. تلك السعادة التى أفنى الفلاسفة والحكماء حياتهم فى الحصول عليها وتعريفها لتابعيهم.
“سيبدو من غير المعقول أن يكون مجتمعنا مخطئاً على نحو فادح في معتقداته، وأن نكون نحن – في الوقت ذاته – الوحيدين الذين أدركوا الحقيقة. إننا نخمد شكوكنا ونتبع القطيع لأننا عاجزون عن اعتبار أنفسنا رواداً في اكتشاف حقائق لا تزال صعبة ومجهولة حتى الآن”. (الكاتب البريطاني السويسري آلان دو بوتون)
سقراط لم يتبرأ من فلسفته في المحكمة، ولم يتنازل عن أفكاره. فمن الممكن، بالطبع، التوصّل إلى الحقائق من دون تفلسف. لكن ما الذى يمنعنا من الوصول إلى الحقالئق بيسر؟ أولا: الإفتقار إلى الحجج المضادة التي تمنحنا القوة، لا بد من أن نشعر بالضعف أو التردد في تأكيد صحة مواقفنا، عدا عجزنا عن تفسير سبب ذلك. ثانياً: قد يتم إضعاف إرادة التشكيك الخاصة بنا على نحو كبير بفعل إحساس داخلي أن المعتقدات المجتمعية تمتلك أساساً منطقياً حتماً ، لأنها نقلت إلينا عبر عدد كبير جداً من البشر خلال زمن طويل.