مقالات وتقارير
قالوا "نعم للتنمر".
قالوا “نعم للتنمر”.
بقلم: إسراء مجدي
التنمر .. صاغتها بأفضل طريقة مايا أنجلو (ناشطة في حركة الحقوق المدنية)
حين قالت”الناس سينسون ما قلت وسينسون ما فعلت لكنهم لن ينسو كيف
جعلتهم يشعرون”.
هل جعلني التنمر أقوى؟ ربما، وربما أشياء أخرى مررت بها جعلتني أقوى،
لا أنكر أننا نواجه الكثير من التحديات التي تغيرنا ولا يمكننا تجنبها،
مثل وفاة شخص عزيز.
لكنني أؤمن بأن التنمر يمكن تفاديه ويمكن حل مشكلته، ولا يوجد طفل
يستحق أن يشعر بأنه أقل شأنًا ممن حوله. التنمر ليس طريقة تربوية لتقوية
الشخصية!
العالم الْيَوْمَ أكثر وعياً، وباتت كلمة التنمر شائعة في المدارس وبيئات العمل،
والوعي بالمشكلة وتشخيصها السبيل الوحيد لمواجهتها، وتتيح منصات
التواصل مساحة واسعة للتوعية والعلاج، ومن الأمثلة على ذلك طرق تجنب
“التنمر اللفظي” ل “اليوتيوبر” “راين هيغا” فقد تحدث عن تجربته مع المتنمرين
وكيف بالسخرية مما يقولون أصبح الناس يضحكون عليهم لا عليه. ليس هناك
طريقة تنجح مع الجميع و للأسف أول ما يتأثر عند ضحية التنمر هو ضعف ثقته
بنفسه فيشعر المتنمِر بأوج قوته عندما يرى المتنمَر عليه منكسرًا. بالفعل
شعرت بالانكسار أحيانًا ورددت السيئة بالسيئة مرات عديدة فكانت الملاسنات
تحدث أحيانًا داخل الحصص فنتجادل ونتبادل الإهانات. كنّا صِغَارًا نسبيًا
والمشكلة الأكبر هو أن الموضوع استمر لعدة سنين لا أعرف لماذا لم يوقفه
أحد وهذا أسوأ ما في الأمر!
علينا أن ندرك حجم المشكلة فكما علينا أن نحافظ على صحة الأطفال جسديًّا
ونرسلهم للممرضة في حال مرضوا. فعلينا أن نتأكد من أنهم مرتاحون في
صفهم. وكوّن شخص (أو مجموعة غالبًا) في الصف يستمتع بمضايقتهم فهذا
إذا كان يشير إلى شيء فهو يشير لعدم نضجه (أو نضجهم) ولا يعني أن
الضحية هو شخص فاشل. وحتى لو كان لديه صفات سيئة فيجب أن يغيرها
لاقتناعه بأن هذا سيجعله شخصًا أفضل ليس ليتوقف التنمر فهذا لا ينجح.
كثيرًا ما يتحول ضحايا التنمر إلى متنمرين بدورهم إضافة إلى ذلك يشعرون
بالضيق ويؤثر على أدائهم الدراسي سلبًا وحتى يؤثر على شخصيتهم
وسلوكهم على المدى البعيد فيفقدون ثقتهم بالناس، وتنعكس تجربتهم على
محيطهم سواء في الجامعة أم الأسرة أم العمل.
قالوا “نعم للتنمر”.