قارئ الإذاعة والتلفزيون الذي أوصاه والده الشيخ بأن لا يطلب أجرا على قراءة القرآن!

قارئ الإذاعة والتلفزيون الذي أوصاه والده الشيخ بأن لا يطلب أجرا على قراءة القرآن!

كتب: المستشار/ هشام فاروق
عضو شرف نقابة القراء
ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.

أوصاه والده الشيخ قبل موته بأن لا يطلب أجرا نظير قراءة

القرآن قائلا له:إياك أن تطلب من الناس شيئا على قراءة

القرآن! فإن الله تعالى يقول:”وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا

قَلِيلًا”(البقرة-41 والمائدة-44)

أصبح الابن قارئا مشهورا بين أقرانه من القراء الكبار العمالقة

وتم اعتماده بالإذاعة والتلفزيون. نفذ الابن وصية والده

حرفيا – وبشكل أكثر تشددا – فكان لا يتفق على أجر ولا

يطلب نظير قراءته شيئا ، وكان يقرأ في كثير من الأحيان

دون أجر أو بجنيهات قليلة ؛ وكان أحيانا يقول لصاحب الليلة

إذا أعطاه مالا وفيرا تقديرا له دون طلب منه:هذا كثير!

ظل هذا دأبه حتى التحق بوالده منتقلا إلى جوار الله تعالى راضيا مرضيا!

أتدرون من الوالد؟ هو الشيخ محمد العطار رحمه الله – وكان

قارئا ومحفظا لكتاب الله – أما الابن فهو قارئ الإذاعة

والتلفزيون الكبير فخر قراء محافظة البحيرة الشيخ فتحي

محمد العطار الذي ما بحث يوما عن الشهرة ولا المال ، وعاش

خادما حقيقيا لكتاب الله حتى اختاره الله إلى جواره!

هيهات هيهات أن يستووا عند الله! من أخلص لله ولكتابه ولم

يتاجر بكلام الله ولم يتخذه تجارة ولا وسيلة لاكتساب وجمع

الدنيا ولم يبحث عن شهرة ولا مال وانتظر أجر الآخرة الباقي

وآثره على أجر الدنيا الفاني ؛ ومن أخلص للمال وللدنيا

وأجرها الفاني!