غير مصنف
في ذكرى ميلاده ووفاته:شيخ المشايخ وكبيرهم محمد رفعت أفضل قارئ في التاريخ!
في ذكرى ميلاده ووفاته:شيخ المشايخ وكبيرهم محمد رفعت أفضل قارئ في التاريخ!
كتب: المستشار هشام فاروق
عضو شرف نقابة القراء
ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.
هو شيخ المشايخ وقارئ القراء! هو القارئ الفذ المذهل الذي – أحسبه ، والله وكيله
ولا أزكيه عليه وهو في رحابه – جمع كل محاسن التلاوة معا:جمال الصوت وحسن الأداء
وإتقان الأحكام ودقة مخارج الحروف والألفاظ وخشوع القراءة وانضباطها شرعا ،
كما جمع كل محاسن الصفات الشخصية معا:التواضع والقناعة والوفاء والتأدب بأخلاق
القرآن ومحبة ومساعدة القراء الزملاء وسلامة الصدر والكرم وعدم المتاجرة بكتاب الله
وعدم الاهتمام بالشهرة ولا المال! حيث بلغ القمة البشرية في كل منها بحسب زمانه الذي عاش فيه!
ظل الشيخ رفعت يقرأ كتاب الله في مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بحي السيدة
زينب لمدة ثلاثين عاما حتى أقعده المرض عن القراءة! وفيًّا ، لم يُفكِّر في مُغادرة مسجده
ليقرأ في أحد المساجد الكبرى أبدا! ولو أراد لكان له ذلك فقد كان القارئ الأشهر في
مصر والعالم الإسلامي كُلِّه رغم إعراضه عن الشُهرة!
خشع الشيخ في قراءته ، فخشع لقراءته القاصي والداني ، والمُسلم وغير المُسلم! كان
يقرأ القرآن بحُزن! تسح عيناه بالدموع عند تلاوة آيات الله كما يروي عنه الشيخ أبو
العينين شعيشع! (وهكذا ينبغي أن يُتلى القرآن! بالحُزن لا بالضحك ولا بالابتسام
ولا بالافتخار ولا بالزهو والإعجاب بالنفس! فقد روى ابن أبي داود بإسناد حَسَن عن أبي
هريرة رضي الله عنه أنه قرأ سورة فحزنها شبه الرثى! فما أبعد قراءتهم اليوم عن القراءة
الخاشعة!) وفي صوته شجن عميق بحيث أن أكثر مُستمعيه كانوا يبكون تأثرا بقراءته
الحزينة! ومَن لم يبكِ مِنهم جلس صامتا يستمع بخشوع كأن على رأسه الطير! لم يَكُن
الشيخ يضحك ولا حتى يبتسم أثناء قراءة القرآن! كان يُخاطب القلوب لا الآذان ، فيصِل
مُستمعوه إلى أقصى درجات الخشوع! وبهذا فاق مَن سبقوه ومَن عاصروه ومَن تَلَوْه!
فرضا الله تعالى في خشوع القارئ والمُستمع لا في الزعيق والصريخ واللغو والغاغة!
وُلد الشيخ في 9/5/1882 بدرب الأغوات بحي المغربلين بالقاهرة ، وفقد بصره في سن
الثانية من عمره. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة بكتاب بشتاك الملحق بمسجد
فاضل باشا على يد الشيخ محمد حميدة ، وتعلم التجويد والقراءات على يد الشيخ عبد
الفتاح هنيدي. افتتح بث الإذاعة المصرية عام 1934 بقراءة آيات من صدر سورة الفتح.
توقف الشيخ عن القراءة في مطلع الأربعينيات لمرض الحنجرة ، وتوفي في نفس يوم ميلاده 9/5/1950
طبقت شهرة الشيخ الآفاق داخل وخارج مصر خاصة عندما قرأ للإذاعة البريطانية. وكان أكثر شعبية من الملك نفسه في هذا الوقت!
ويؤكد المتخصصون والسميعة القدامى – وأتفق معهم – أن الشيخ رفعت هو أفضل قارئ
في تاريخ مصر! ومنهم الشيخ محمد متولي الشعراوي والموسيقار محمد عبد الوهاب
والكاتبين الأديبين محمود السعدني وأنيس منصور وشيخ الإذاعيين علي خليل وغيرهم!
رحم الله القارئ الفذ الشيخ محمد رفعت.