مقالات وتقارير
فلسفة الحب ما بين الإحساس و العلاقة
فلسفة الحب ما بين الإحساس و العلاقة
بقلم الشاعر و الكاتب / محمد يوسف
ما الحب؟ و هل الحب إحساس مجرد؟ أم علاقة تجمع بين اثنين أو أكثر؟
الحب باختصار هو التقاء أربع بأربع: روح بروح، وقلب بقلب، وعقل بعقل، و جسد بجسد.
الحب ليس إحساساً و فقط أو علاقة وفقط، الحب هي تلك العلاقة التي جسدت إحساساً.
يبدأ الحب أولاً بالتقاء الأرواح و نستشهد هنا بحديث رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم “الأرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ . “، و هذا هو الشرط الأول و الركن الركين في انطلاق الحب.
يحدث بعده تمام إحساس الحب في تلاقي القلوب وهو ما يظن البعض أنه كل الحب وما هو إلا ركن من أركانه وفقط
ثم يأتي تلاقي العقول، وهو تشابه الأفكار والثقافات والاتجاهات، وهذا الجانب تحديداً هو الركن الأساسي في نجاح العلاقات أو في فشلها.
و الركن الرابع والذي يظن البعض أنه الأساس في علاقة الحب وهو تلاقي الأجساد، لكن
في الحقيقة ما هو إلا ضمان لاستمرارية العلاقة ولا دخل له بالحب كإحساس مجرد.
ولا يعني ذلك تقليل أهمية التلاقي الجسدي في العلاقة، فهو الأسلوب الأمثل و الأدوم للتعبير عن المشاعر وضمان استمراريتها.
يجب هنا أن نبين أن الحب لا يكون متكاملاً إلا إذا توافرت الأربعة شروط معاً دون تفريط
أو إفراط.
كما يجب أن نعي أن وجود إحساس الحب لابد أن يتبعه علاقة كاملة، فالفشل في إقامة علاقة لا ينفي وجود المشاعر
ولكن العكس غير صحيح، فالعلاقات الناجحة لابد أن تكون مبنية على حب متكامل.
فالتقاء العقول والأجساد بشكل ناجح يؤكد تلاقي الأرواح أولاً ثم التقاء القلوب.
لا حرمنا الله نعمة الحب و العلاقات الناجحة.