كتبت/مرثا عزيز
بعد فترة قليلة عقب أزمة الرسوم المسيئة وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جاءت أولى الزيارات الخارجية لباريس تجاه مصر، حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، جان إيف لودريان، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وكذلك السفير الفرنسي بالقاهرة.
وخلال اللقاء، أكّد وزير الخارجية الفرنسي، احترام وتقدير فرنسا لكل الأديان ومبادئها وقيمها، وتطلعها لتعزيز التعاون والتشاور مع مصر لمكافحة ظاهرة التعصب والفكر المتطرف الآخذة في الانتشار، مشيداً في هذا الصدد بجهود مصر تحت قيادة الرئيس السيسي، لتحقيق التفاهم والحوار بين أبناء كل الديانات.
أسباب عديدة كانت الدافع لاختيار فرنسا مصر لتكون أول دولة عربية لزيارة لتوضيح أزمة الرسوم المسيئة وما تبعها من تصريحات، أوضحها السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فمصر مقر الأزهر الشريف الذي يعد منارة إسلامية وأحد أهم المؤسسات الدينية في العالم العربي.
وأضاف هريدي أن ماكرون التقى شيخ الأزهر في وقت سابق وعبر خلال اللقاء عن تقديره لفضيلة الشيخ أحمد الطيب، مشيرا إلى أن فرنسا تتطلع للاستفادة من الأزهر لنشر تعاليم الإسلام الوسطي الحقيقي المعتدل في فرنسا على أسس الإسلام الصحيح، وذلك للقضاء على الجماعات التي تستغل الإسلام في الأعمال المتطرفة في فرنسا.
وتابع أن مصر لديها تجربة عظيمة في ترسيخ مبادئ التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، بالإضافة إلى تفهم الدولة والشعب المصري لفكرة اختلاف العقائد واحترام الأديان الأخرى.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اختيار مصر كأول دولة يعد دليلا على ثقة وتقدير الحكومة الفرنسية في دور مصر على المستويين الإسلامي والعربي، لافتا إلى أن مصر هي نموذج عالمي للإسلام الوسطي المعتدل.
الرسوم المسيئة.. أزمة منذ 15 سنة وأشعلها ماكرون من جديد
تعود تفاصيل الأزمة إلى قيام معلم فرنسي يدعي صمويل في منتصف الشهر الماضي، بطباعة الرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة شارلي إيبدو في عامي 2005 و2006، وتوزيعها على طلابه، لتنتشر الواقعة بشكل كبير في فرنسا، وتتسب في غضب العديد من المسلمين هناك، ليشن أحد المجهولين اعتداء على المدرس وقتله، وبعد تدخل رجال الشرطة الفرنسية قُتل الشخص المجهول هو الآخر خلال عملية الطعن للمدرس.
زادت تصريحات الرئيس الفرنسي من حدة الأزمة، فبعد 5 أيام على الحادث، خلال حفل تأبين المعلم المقتول، أكد ماكرون أن “صمويل”، قتيل لأنّ الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبل الشعب الفرنسي، أن المدرّس قُتل بيد “جبناء” لأنه كان يجسّد القيم الديموقراطية في الجمهورية الفرنسية، مشددا على أن بلاده لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية”.
زر الذهاب إلى الأعلى