مقالات وتقارير

غياب الأب

غياب الأب
الكاتبة فاطمة المصرى 
الأب هو عمود الأسرة وهو العطاء بلا مقابل هو الحنان من غيره يختل توازن الأسرة وتتحمل الأم الأعباء بمفردها

تتعدد أسباب غياب الأب مثل السفر أو الإنفصال أو الوفاة أو الإنشغال الدائم فى العمل

وتظهر مشاكل عديدة للأسرة وتتحمل الأم مسئولية الأولاد بمفردها وتصبح الأم هى الأب

والأم معاً وتحاول بكل جهدها أن تربى أولادها وتكون لهم الأم والأب وتعوضهم غيابه ولكن

تركيزها الزائد على فقد الأب يجعلها تدلل الأولاد أكثر من اللازم لكى لا يتأثروا من غيابه

وتحاول تعويضهم نفسياً ومادياً فتلبى لهم جميع طلباتهم دون وعى ولذلك يجب على الأم

الإنتباه ولا تتسبب فى مشاكل لأبنائها دون أن تدرى ولكن عليها تفهم المراحل العمرية

لكل طفل عندها وكيفية تربيته والإهتمام به فى حدود وليس ببذخ حتى تحافظ على

أخلاقه وأسلوبه وتصرفاته مع أسرته ومع الآخرين ولا تتسبب فى مشاكل نفسية للولاد

بسبب تعويضه لفقد الأب بطريقة التدليل أكثر من اللازم ولكن على كل أم أن تتعامل

بطريقة إيجابية فى تربية أولادها وتضع لهم خطط وأهداف لتصل بأبنائها إلى النجاح

والسعادة ويعيشوا بطريقة طبيعية ولا ينحرف سلوكهم نتيجة التربية الخاطئة لإن الخوف

الزائد على الطفل يتسبب فى مشاكل نفسية كثيرة له وإن وجود الأب فى البيت مهم

جداً لتربية الأولاد فالبيت الذى فقد الأب لن تكتمل الفرحة والضحكة فيه إن فقدت أبيك

فقدت الحنان والحب والمساعدة والجدار الذى تستند عليه وشعرت بألم الفراق والوحدة

لكن عوض الله جميل يعوضك فى حياتك ومستقبلك ويسعدك بأشياء أخرى ويجب على

الأم أن تستخدم طريقة حوار جيدة مع أولادها وتشجيعهم وتحفيزهم فهناك إختلاف كبير

بين جيلها وجيل أبناءها ومع التكنولوجيا المتقدمة أصبح جيل أولادنا يستعمل التكنولوجيا

الحديثة ويسهر لفترات طويلة أمام شاشات الأيباد واللاب توب والتليفزيون وغيرها بخلاف

جيل الأم الذى ينام مبكراً ويستيقظ مبكراً وهناك فجوة كبيرة بين الجيلين وعلى الأم

محاولة التقرب من أبنائها لتواكب العصر الحديث ونظراً لغياب الأب فيفقد الأبناء القدوة

فى تعلم أدب الحوار وعلى الأم أن تحرص على تعليم أولادها أدب الحوار والإستماع

الجيد لمن يتحدث له وإنتقاء كلماته جيداً وأن يكون الحوار هادف وبناء، وتشجعه على

 

الإبداع والإبتكار لتنمية قدراته و ليكون علاقات صداقة قوية والمحبة بينه وبين الآخرين

فيتعلم الصدق والبعد عن النفاق وفهم الآخرين وحسن التعامل معهم وحسن إختياره

وقراراته السليمة فيصبح شخص مسئول وحواره بناء وفعال وعلى الأم غرس القيم

الدينية والأخلاقية ومساعدة أبنائها على إختيار الأصدقاء بعناية حتى لا يقع فريسة

لأصدقاء السوء التى تدمر أخلاقه وعلى الأم مراقبة أبنائها ومتابعتهم باستمرار لتعديل

سلوكهم وإدراك أى خطر عليهم والمحافظة على أخلاقهم وحسن معاملتهم والإهتمام

بدراستهم وتشجيعهم على المذاكرة والنجاح وأن تحببهم فى الدراسة والإجتهاد

والسعى لتحقيق آمالهم وأهدافهم وحب الخير ومساعدة الآخرين والبعد عن العزلة

والإختلاط بالأصدقاء لإن الطفل الذى يفتقد الأب يتأثر نفسياً وصحياً ،فهناك طفل يتأثر

لفقدان والده ويميل للوحدة وحتى لا ينعزل عن الآخرين يجب على الأم الحفاظ على

صحته النفسية والجسدية والإهتمام به ونشر جو المرح للتخفيف عنه والطفل الذى

يفتقد والده بسبب الطلاق يتأثر نفسياً وصحياً أيضاً ويخاف أن يفقد حب والده وأمه مثل

فقدهما الحب والإنفصال ويعانى هذا الطفل من الغضب والقلق ويمرض الطفل وقد

يعانى من تبول لا إرادى وبكاء شديد لعدم التكيف على الظروف الجديدة وفقده لأبيه

ويصاب بالتوتر والإكتئاب وتزداد المشاكل بينه وبين إخواته ويتحول لطفل عدوانى وقلة

تحصيله الدراسى وكثرة غيابه عن المدرسة و اضطرابات النوم وأحلامه المخيفة لأن

الطفل يشعر باللوم على نفسه أنه سبب فى التفرقة ويؤثر على نفسيته وصحته

الجسديةودور الأم كبير فى هذه الحالة لتعديل سلوك طفلها ومحاولة تعويده على

الظروف الجديدة وخاصة إنها تتأثر نفسياً وصحياً هى أيضاً عكس الأب ممكن أن يتزوج

بأخرى سريعاً لكن الأم تتأثر عاطفياً بالإنفصال وتصاب بالقلق وارتفاع الضغط والسكر

وأمراض القلب غير الأب يعيش حياته ولا يتأثر مثلها لذلك يجب عليها التغلب على هذه

المشكلة والوعى للإهتمام بأولادها وخاصة إذا كانت ستحاول البحث عن عمل لتعيش

منه مع أبنائها ويعتبر الطلاق سبب قوى لتفكك الأسرة وعلى الأم الإهتمام بأولادها

وتوجيهم وإبعادهم عن السلوك السئ وتنمية قدراتهم والإنصات الجيد لهم ،وتعزيز الثقة

فى أبناءها أمر هام حتى يكون عنده ثقة فى نفسه وفى الآخرين وإعطاءه فرصة للتعبير

عن نفسه وعن إختياراته وتقوية العلاقة بين الأم وأبناءها عامل هام فى تربيتهم تربية

سليمة وطاعة الطفل لها واحترامه وتقديره لتعبها معه ومشاركة الأم لأبنائها وعنايتها

لهم يشعر الطفل بالآمان والحنان الذى يفتقده ومعاملتها الطيبة معهم تغير حياتهم

للأفضل والبعد عن الغضب والصراخ والتقرب منهم والتحدث معهم والتوجيه البناء يكون

شخصية طفلك لشخصية قوية ومحبوبة ويحافظ على علاقته بالآخرين ويحصل دروسه

ويحقق أهدافه نصيحة لكل أم حافظى على التواصل مع أبناءك والتوجيه والإهتمام

والمشاركة معهم والإستماع لهم وإقامة حوار هادف وبناء لتجاوز كل المشكلات والبعد

عن التدليل الذى يؤثر سلبياً على شخصيتهم وسلوكهم .

غياب الأب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى