عيني التي حزنت عليها
بقلم مصطفى سبتة
ألقي على لوحة الأقدار ألواني
قد كنت يا وطني بدر الدجى و إذا
ما أشتكيها المآسي الليل واساني
قد كنت يا وطني شمس الضحى فإذا
ما أرتضيه الهوى كالطفل أبقاني
وجه السراب ترى عيني التي حزنت
صارت مناف بلا الأحباب أوطاني
أعلامه رفعت أحلامه سطعت
أشدو ربيع الغنى تختال ألحاني
و الشمس تصحو على إيقاع أغنيتي
يا ليل بدر الدجى يغفو بأحضاني
فكري بشعري روى أحداث ملحمتي
أعلنت في نظمه كفري و إيماني
يزدان يا علمي وجه الحياة معي
يزداد في حلمي حسني و إحساني
ناري بنوري الذي مني علا خمدت
ألقى بجنته حوري و غلماني
ما كنت أعصيه و العبد المطيع له
و الله نور النهى يا نار أعطاني
في ضوء سورته تأتيك صورته
و الحب يشفي و يحيي القلب قرآني
مثل المسيح الذي يأتي أحطمها
في دين حبي نواقيسي و صلباني
أضحى سلاحي الوحيد الشعر في قدري
شعري بياني به يحلو و تبياني
للنثر متعته للشعر صنعته
يغدو لصنعته الإمتاع إتقاني
دنيا الهوى في مسار الدين تفتنني
شيطانها قد سبى نفسي و أغواني
و الشعر غايته تسمو بآيته
أصطاد في بحره المسجور حيتاني
غابت شموسي و ما تعلو البدور به
قد طال في موطني كبثي و حرماني
مثل الليالي التي تخفى البدور بها
لا تنتهي عين قلبي فيك أحزاني
مثل النهار الذي دون الشموس يرى
لا تزدهي في رحيل الرحل أشجاني
و الرب واجبة في الحب طاعته
أعلنت يا أيها الشيطان عصياني
ربي عطاياه في دنياه أعطاني
أغلى هداياه في أخراه أهداني
و الأرض يملأها لما السماء هوت
على الذين بها الأحياء طوفاني
و الأرض يحرقها لما السماء رمت
ذاك الشهاب على الأموات بركاني
صار الأساس به كان العماد له
يعلو على مسرح الإبداع عمراني
عشقي بلادي لها قد كنت عاشقها
أفنى ربيع الهوى قلبي و أحياني
للمغرب المشرق الشادي و جنته
تجتاحها عندما قد ثرت نيراني
قد ساسنا وطني بالسوط سيده
في العيد يعدمني كالعبد أخصاني
ألقي على ظهره رُوحي و أحملها
ألقي على وجهه رَوحي و ريحاني
أفديه بالعمر و الروح التي طهرت
في حكمتي يرتضى حكمي و برهاني
من حولها كعبتي السوداء قد نصبت
فأسي يكسر أصنامي و أوثاني
و العلم سلطانه يبنيك مملكتي
أمشي كأعمى به و الجهل أعماني
و الدهر طول خلود الشعر يعرفني
و الكون في ثورتي يهوى و يهواني
في مجده سيد الأسياد يجعلني
ألقى عبيدي بأوطاني و أعواني
في سلمه أصطفي البدر الجليس معي
أختار في الحرب أعواني و أعياني
زر الذهاب إلى الأعلى