عمر أبو سيكا يكتب : ثقافة السوشيال ميديا وغياب الوعى المجتمعى
عمر أبو سيكا يكتب : ثقافة السوشيال ميديا وغياب الوعى المجتمعى
مما لاشك فيه أن الثورة التكنولوجية التى نعيشها فى عصرنا الحالى تفرض علينا الكثير من المتغيرات الثقافية والاجتماعية ولعل أهم هذه التغيرات التحول فى مصادر المعرفة والثقافة من المصادر التقليدية مثل الإذاعة والمطبوعات إلى المصادر الرقمية بعد انتشار الانترنت والحاسبات وأجهزة المحمول الحديثة التي تتناسب مع عصر السرعة الذي نعيشه فأصبحت المواقع الالكترونية مصدرًا هامًا وبديلاً قويًا للإعلام المرئى والمقروء في الحصول على المعلومات والأخبار لسهولة توفرها فى أي وقت وأى مكان من خلال الهواتف المحمولة مما أضطر وسائل الإعلام الأخرى كالصحف والفضائيات إلى إنشاء مواقع الكترونية وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي لمواكبة هذا التطور والحفاظ على جمهورها . ولا ننكر أن مواقع الانترنت وفرت علينا الكثير من الوقت والجهد والمال فى الحصول على الخبر أوالمعلومة ففى دقائق معدودة تستطيع تحميل العديد من الكتب والموسوعات النادرة التى تتكبد فى الحصول عليها مئات الجنيهات كما يمكنك أيضًا الاطلاع على وسائل الإعلام والمكتبات العالمية مما ساهم فى إثراء الحياة الثقافية والعلمية . ولكن ما يدعو للقلق إعتماد الكثير من الناس على مواقع السوشيال ميديا ” الإعلام الاجتماعى ” فى الحصول على الخبر أو المعلومة دون التأكد من مصدرها ، فصفحات السوشيال ميديا مليئة بالمتناقضات فيها الجانب الايجابي والسلبى بها حقائق ومعلومات وبها أكاذيب وشائعات ، بها حسابات مجهولة لا نعرف أصحابها ، والأدهى من ذلك أن الكثير من رواد تلك المواقع يقومون بعمل مشاركات للمنشورات دون التأكد من صحتها ، فتلك الصفحات مليئة بالمعلومات الخاطئة والأخبار المضللة والأحاديث النبوية المكذوبة والمعلومات الطبية الغير صحيحة . والاعتماد على السوشيال ميديا فى الحصول على المعلومة أو الخبر دون التأكد من مصداقيته ، يؤدى إلى تشكيل وعى مجتمعى زائف وثقافة وهمية تؤثر سلبًا على كافة مناحى الحياة . وفى الحقيقة لا ننكر أن تلك المواقع بها الكثير من الصفحات الهادفة التى تسهم فى إثراء المعرفة والثقافة وإحياء التراث الفكري والحضاري ولكن الأمر يتطلب وعى فكرى ونظرة تحليلية شاملة ، في انتقاء المعلومة والتأكد من مصداقية المصدر وهذا لا يتوافر عند الكثير من عامة الناس . لذلك يجب على المؤسسات الثقافية والإعلامية العمل على إحياء مصادر الثقافة الأصيلة ويأتي فى مقدمتها الكتاب سواء فى صورته المطبوعة أو الرقمية ، والعمل على نشر الوعى بكيفية الاستفادة من مواقع الانترنت وخاصة السوشيال ميديا وكيفية التحرى عن مصدر المعلومة ومعرفة مدى مصداقيتها ونشر قائمة بأهم المواقع والصفحات التى تتميز بالمصداقية ، وذلك حتى لانفاجىء بجيل بلا ثقافة ومجتمع بلا وعى .