علم الدين يكتب الحبشي صداع مزمن لمصر
علم الدين يكتب الحبشي صداع مزمن لمصر.
كتب إياد رامي
تريد إثيوبيا أن تؤكد من جديد مكانتها كقوة إقليمية ، تجاه جيرانها الأكثر تشككا ، مثل كينيا ومصر ، أو الصومال.. وهذه الطموحات العسكرية لا تتعارض مع صورتها كعامل إستقرار إقليمي ، حيث من خلال تجهيز نفسها بترسانة عسكرية، وتعزز إثيوبيا مصداقيتها في المنطقة كحارس محلي للسلام يقف كحصن ضد الحركات الجهادية الموجودة في القرن الأفريقي وتمتد في أعماق ادغال القارة السمراء.
ويشارك الجنود الإثيوبيون بالفعل في العديد من بعثات حفظ السلام في الصومال والسودان وجنوب السودان، وتنوي إثيوبيا تكييف جيشها مع العمليات المستقبلية من أجل التدخلات المشتركة في إطار الأمم المتحدة، ولذلك لجأت أيضاً إلى الولايات المتحدة وروسيا وإيطاليا لتعزيز ترسانتها عقد تحالفات تسليح .
على الصعيد الدولي فإن قيادة “أبي أحمد” تثير الإعجاب بعد مرور عام على إتفاق السلام مع جارتها المطلة على البحر الأحمر اريتريا البالغ من العمر 60 عامًا ، ظهر رئيس الوزراء
كوسيط في السودان لتسهيل الإنتقال الديمقراطي المستمر
ولكن في المنطقة ، لا ينظر الجميع بعين العطف إلى هذه النهضة الجيوسياسية لأديس أبابا.
تشعر مصر على وجه الخصوص بالقلق من العناد الإثيوبي الراغب في مليء سد “النهضة” في أقرب وقت ممكن ، دون مراعاة العواقب الوخيمة على تدفق نهر النيل لري 90٪ من الحقول المصرية، إلى جانب ما قد يترتب من ندرة المياه المفاجئ، في ظل وجود فقر مائي، قد لا يخدم خطة التنمية الزراعية التي تتبناها مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والثروة السمكية.
في خضام أزمة دبلوماسية أعلن رئيس وزراء إثيوبيا في أكتوبر الماضي “إذا أردنا خوض الحرب ، يمكننا تعبئة ملايين الأشخاص للدفاع عن السد” تصريح عنتري استوجب التراجع عنه لاحقا، بعد تدخل ووساطة الولايات المتحدة إنخفضت حدة التوتر ولكن الخلاف لا يزال بعيداً عن الحل الجزري .
من الناحية الرسمية ، ترفض فرنسا المشاركة في هذه القضية الشائكة ، خاصةً أنها أقامت شراكة إستراتيجية مع مصر السيسي التي هي مشتري رئيسي للأسلحة الفرنسية، يتناقض الطموح الإقليمي هذا مع العجز عن إدارة التوترات الداخلية، وسعى آبي إلى دمج الائتلافات الحاكمة في إثيوبيا إلى نظام حزبي موحد تحت اسم ” حزب الازدهار” .
في نوفمبر الماضي ، قُتل 86 شخصًا في المظاهرات بدعوة من خصم سياسي قوي يزداد نفوذه وشعبيته داخل المجتمع الإثيوبي.
إلى جانب الاعتبارات السياسية ، لا تستطيع إثيوبيا سداد ثمن الأسلحة الفرنسية في الوقت الراهن، في رسالة مرسلة إلى إيمانويل ماكرون ، يعترف رئيس الوزراء بنفسه بـ النقص الصارخ في العملات الأجنبية ويسعى للحصول على قرض لتسليمه في فترة زمنية قصيرة، تشمل هذه القائمة :
12 طائرة مقاتلة (بما في ذلك رافال وميراج 2000)
18 طائرة هليكوبتر
وطائرتان للنقل العسكري مصنعة من قبل إيرباص
10 طائرات مسيرة درون
أنظمة تشويش إلكترونية
30 صاروخاً من طراز M51 الذي ييلغ مداه أكثر من 6000 كيلومتر القادرة على حمل رؤوس نووية، مع العلم أن فرنسا وإثيوبيا وقّعتا معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية، الطلبية تتجاوز قيمتها 4 مليارات يورو، أثيوبيا إقترضت لتمويل بناء سد النهضة، فكيف تدبر تمويل تلك الأسلحة ، مصر ستأخذ الأمر على محمل الجد.