علمتنـــي الحيــاة أن أتلقــــى كل ألوانهـا رضــا و قبــولا
بقلم/أحمد حجاج
و رأيت الرضـى يخفــفى أثقالــي و يلقي على المآسـي ســـدولا
و الذي أُلهــم الرضــا لا تـــراه أبد الدهر حاســدا أو عجــولا
أنــا راض بكــل مـا كتــب الله و مسد إليه حمـدا جزيــــلا
أنا راض بكـل صنــف من النــاس لئيمـــا ألفيتـــه أو نبيــلا
لســت أخشــى من اللئيـــم أذاه لا و لن أسـال النبيــل فتيــلا
فســـح الله في فــؤادي فـــلا أرضى من الحب و الوداد بديــلا
في قلبي مكــان لكــل ضيـــف فكن الضيف مؤنســا أو ثقيــلا
ظل من يحسب الرضــا عن هــوان أو يراه علـى النفــاق دليــلا
فالرضــا نعمــــة من الله لــم يسعد بها من العباد إلا القليـــلا
و الرضـــا آيـــة البـــراءة و الإيمــان بالله ناصرا و وكيــلا
علمتني الحيـاة أن لهـــا طعمــين مــرا و سائغـــا معســولا
فتعـــودت حالتيهـــا قريــرا و ألفـت التغييــر و التبديـلا
أيهـا الناس كلنــا شاربــا كأسـين إن علقمـــا و إن سلسبيــلا
نحـن كالروض نضــرة و ذبــولا نحن كالنجم مطلعــا و أفــولا
نحــن كالريـــح ثورة و سكونـا نحن كالمزن ممسكـا و هطـولا
نحن كالظـن صادقــا و كذوبـــا نحن كالحظ منصفــا و خـذولا
قـد تُسَّــري الحيـــاة عنـــي فتبدي سخريات الورى قبيلا قبيلا
فأراهــا مواعظـــا ودروســا و يراها سوايـا خطبـا جليــلا
أمعـن الناس في مخادعــة النفـس و ظلـوا بصائــرا و عقــولا
الأديب الضعيـف جاهــا ومــلا ليس إلا مثـرثــرا مخبــولا
و الأديب الغنــي مالا وجاهـــا هو أهدى هدى و أعظـــم قيلا
و إذا غــادة تجـلــت عليهــم خشعـوا أو تبتلــوا تبتيـــلا
و تلـوا ســورة الهيـام و عنـوها و عافــوا القرآن و الترتيــلا
لا يريـدون آجــلا من ثـواب الله إن الإنســان كـان عجــولا
و إذا ما انبريت للوعــظ قالــوا ليست ربا و لا بعثت رســولا
أرأيت الـذي يكــذب بالــدين و لا يرقب الحسـاب الثقيــلا
أكثر الناس يحكمـون علـى الورى و هيهـات أن يكونوا عــدولا
فلكـم لقبــوا البخيــل كريمــا و لقبــوا الكريــم بخيـــلا
و لكم أعطـوا الملــح فأغنــوا و لكم هجروا العفيف الخجــولا
رب عـذراء حـرة وصمـوهــا و بغــي قد صـوروها بتـولا
و قطيــع اليديـن ظـلمــا و لص أشبع الناس كفـه تقبيــلا
جـل من قلــد الفرنجــة منـا قد أســاء التقليــد و التمثيلا
فأخذنـا الخبيــث منهــم ولـم نقبـس من الطيبـات إلا القليـلا
يوم ســن الفرنجـــة كذبـت إبريل غدا كل عمرنـا إبريــلا
نشـــروا الرجـس مجمـــلا فنشرناه كتابا مفصلا تفصيــلا
علمتنــي الحيـاة أن الهــوى سيل فمن ذا الذي يرد السيــولا
ثم قالت والخير فـي الكـون بـاق بل أرى الخير فيه أصلا أصيـلا
إن ترى الشـر مستفيضـا فهـون لا يحب الله اليؤوس الخــذولا
و يطـول الصراع بين النقيضـين و يطوي الزمان جيلا فجيــلا
و ذليـل بالأمس صــار عزيزا و عزيـز بالأمس صـار ذليـلا
رب جوعان يشتهي فسحة العمـر و شبعانـا يستحـث الرحيــلا
و تظل الأرحـام تدفـع قابيــلا فيردي ببغيـــه هـابيــلا
و نشيـد السلام يتلـوه سفاحـون سنوا الخــراب و التقتيـــلا
و حقوق الإنسان لوحـة رسـام أجـاد التزويـر و التضليــلا
قال صحبي تراك تشكوا جروحا أين لحن الرضا رخيما جميـلا
قلت اما جروح نفســي قــد عودتها بلسـم الرضــا لتزولا
غير أن السكوت عن جرح قومي ليس إلا التقاعــس المـرذولا
لست أرضى لأمــة أنبتتنــي خلقا شائها و قـدرا ضئيــلا
لست أرضى تقاطعا أو تحاسـدا لست أرضى تخاذلا أو خمـولا
أنا أبغي لها الكرامـة والمجــد وسيفا على العــدا مسلــولا
علمتنــي الحيــاة أنـي إن عشت لنفسي أعش حقيرا هزيلا
علمتنـــي الحيــاة أنــي مهما أتعلم فلا أزال جهــولا
زر الذهاب إلى الأعلى