علامة التعجب فى العشق!!!
(هلوسة نانا)
بقلم/ ناهد المصري
العشق كلمة عاطفية تدل على مشاعر اقوى من مجرد حب ..واعمق من
الاشتياق..ربما يكون العشق حالة لكل تلك المشاعر التى لا يمكن فهمها أو
حصرها…
فما معنى العشق؟؟
وما الذي يميزه عن الحب؟؟
فالعشق لا يمكن حصر معناه أو تعريفه بكلمات بسيطة أو محددة …فهو حالة
عاطفية قوية يشعر بها المرء حين ينجذب تجاه شخص معين.
العشق هو الحالة النفسية القوية التي تؤثر على الحالة الجسدية .
فالحب يمكن أن يتكرر فى الحياة لو أن يزول مع اختفاء الشخص.
لكن العشق قد يحصل مرة واحدة ولا يمكن زواله بمجرد اختفاء الشخص..
فالعشق فى اللغة كما ورد فى المعاجم العربية هو فرط الحب ..كما قال الاصمعي:
بينما انا اسير فى البادية اذا مررت بحجر مكتوب عليه …ايا معشر العشاق بالله خبروا
اذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فردت معشوقته على نفس الحجر ..
يدارى هواه ثم يكتم سره
ويخشع فى كل الأمور ويخضع
فرد عليها… فكيف يدارى والهوى قاتل
الفتى
وفى كل يوم قلبه يتقطع
فردت عليه….اذا لم يجد صبرا لكتمان
سره
فليس له شئ سوى الموت انفع
العشق هو أن تقدم لمعشوقك دعوة
للحياة حين يفقد شهية الحياة ..وتقدم له دعوة للحلم حين يفقد المعنى ا
للحلم وتقدم له دعوة اللجوء إلى قلبك حين تغلق القلوب فى وجوههم ثم لا
تنتظر المقابل…
هو أن تحتفظ لمعشوقك بمساحة جميلة من الاحلام ومساحة شاسعة من الرحمة والمودة
وان تملك قدرة فائقة على الغفران لهم
مهما أساؤوا..هو أن ترد عنهم كلمات السوء فى غيابهم وتحرص على بقائهم
صفحة بيضاء فى أعين الأخريين وتحفظهم مهما غابوا عنك ثم لا تنتظر
المقابل….
فما أحوجنا فى هذا العصر الذي تخللت المادة ثناياه.. فألقت بظلها على كل
تفاصيله….
فلابد أن يتذكر كل انسان منا ذلك الجزء من عشق الروح..
فالعشق الصوفى …معناه
إن تصير إنسانا يسعى فى حياته بين الذكر والفكر ..
امتلا قلبه حبا وفاض رحمة وجمالا
انسان يرى الجمال فى ادق تفاصيل حياته…
فى الصباح والشمس تنشر خيوطها
الذهبية وفى المساء والقمر يتلألأ فى السماء ..وفى الربيع وازهاره..
فالعشق لأهل الصوفى تعنى ..كلمة (لا)
يقولها لضحالة المادة ودنائتها ..فهى
جهاد دائم
ضد النفس وضد ميولها ونزواتها ..اى قمع الرغبة فى الرضوخ للمادة..
تعد رابعة العدوية التي عاشت فى القرن الثانى الهجرى..من اشهر رموز الصوفية
على مدار التاريخ الإسلامي ولقبت (شهيدة العشق الالهي)
اى أن يعجز قلبك على أن يشرك أحد فى قلبك غير الله..فقالت:
واشتاق شوقين شوق النوى وشوقا لقرب الخطى من حماكا ولست على ا
اشكو الهوى ورضيت بما شئت فى هداكا…
وقال الحسين بن منصور والذي عرف واشتهر باسم/ مولانا الحلاج :
والله ما طلعت شمس ولا غربت الا وحبك مقرون بانفاسي
ولا خلوت الى قوم احدثهم إلا وأنت حديثى بين جلاكسي
ولا ذكرتك محزونا ولا فرحا إلا وأنت بقلبى بين وسواسى
وكما قال/ مولانا الفارض:
انا القتيل بلا إثم ولا حرج
ودعت قبل الهوى روحى
لما نظرت عيناى من حسن ذاك
المنظر المبهج لله
فلله اجفان عين فيك ساهرة شوقا اليك
وقال :مولانا جلال الدين الرومي
(فى رباعياته)
لا اراك ولكنى القاك
فرؤية العين رؤية
ورؤية القلب لقاء
واجمل ما كتب قلبى فى العشق:
كم احب الاختباء وراء ظهرك وكم اشعر بالأمان فى حضورك …وكم هى كبيرة س
حين اكون معك
وبشقاوتى اشاغبك … فأنا آمنت بعشقك
فانت لى ملك احتمى به وقد حفرت
اسمك بحناياى ..ومنعت كل النساء الإقتراب منك ولا يعرف النوم جفنى إ
إن احتوانى قلبك وأحسست بطيفك حولى وعندما تهفو النسمات
برائحة عطرك…
اقولها عندما اشتاق إليك :
لو أن العشق مثل الورود لجن النحل من
رحيقه
ولو أن العشق كالشجر لاحتضنت الارض جزورها
ولو أن العشق مثل البحر لما هاج الموج
على شواطئه
ولو أن العشق مثل السماء لما اظلمت ل
واحدة
يا منت سرقت روحى منى وخطفت قلبى من بين ضلوعى وضعتك انت
مكان خفقاته..
فمع كل هذا الإنصهار ياتى التعجب من
العشق
لأن لذة العشق تأتى من سحره وتأثيره على الروح فهو لا يدعنا نحيا فيما حولنا من العالم
بل فى شخص جميل ليس فيه الا معانى أنفسنا
الجميلة وحدها
وكما قيل عن اشرف الخلق سيدنا رسول الله
احسن منك لا ترى قط عينى
واجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءا من كل عيب
كأنك خلقت كما تشاء (حبيبي يا رسول الله)
وكما قال: جبران خليل جبران
حبنا لشخص لجماله فقط ليس حباً
ولكن أن تحبه رغم عيوبه فهذا هو الحب
وقال: برناردشو
الحب يستأذن المرأة فى أن يدخل قلبها وأما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون
استئذان….
فمع كل هذه القلوب العاشقة يأتى التعجب من العشق !!!
فالبعشق نفنى فى الأشخاص وهم زائلوون فانون بطبيعتهم …
الا الله الواحد القهار هو الأحق بالعشق
زر الذهاب إلى الأعلى