علاقات الشرم برم
كتبت/ ساره جمال
يقول بيت الشعر : “إذا لم تكن لى والزمان شرّ مُبرَم ،، فلا خير فيك والزمان تراءى لى”.. لكن فيلسوف الضحك نجيب الريحاني أعطاه روح فكاهية حين قام بتعديله إلى: “إذا لم تكن لي و الزمان شرم برم .. فلا خير فيك و الزمان ترللي”. جاء هذا البيت رسالة من الشاعر إلى صديقه الحقيقي ينبهه فيها إن لم يقف بجانبه فى الشدائد وايام الضيق فلا داعى لصداقته والدنيا قد تراءت وابتسمت له.
كم من صديق وعد بالبقاء ورحل .. وكم من حبيب وعد بأن يكون سند وتخلي في أكثر الاوقات شدة. إن أكثر الاوقات وجعا بالنسبة لأي شخص ان يتخلي عنه من احب في اكثر الاوقات حاجة اليه خاصة وان قام باللجوء اليه حتي يقوم بمساندته, ولكنه يتخلي عنه لتكون الصدمة مزدوجة والألم أشد.
ولقد صدق الإمام الشافعي رضى الله عنه في وصف الأزمات: “جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقي, وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي”. الأزمات تكشف الحقائق .. تكشف الوجوه .. تكشف الكثير والكثير مما لا يكتشفه الإنسان طوال عمره. بتنا نصادف في حياتنا عينات كثيرة من البشر دون أن نعي حقيقة ما يخفونه في نفوسهم, فأصبح المعدن الأصيل عملة نادرة؛ وذلك يعزو إلى كثرة ارتداء الأقنعة المزيفة, فهناك من يرتدي قناع المحبة والبشاشة وقلبه مليء بالكره والحقد .. وهناك من يرتدي قناع الصداقة وهو في المقابل يضمر الحقد والحسد والغيرة والكره ..إلخ.
الثبات والتفيذ يكون فقط للثابتين والمحبين لنا بصدق الذين لا يريدون ان يرو بنا اي مكروه بل يدافعون عنا بإستماتة ولا يتركونا الا عند التأكد اننا اصبحنا بخير حتي وان كان بينا خلاف؛ فوقت الشدة عند المحبين يٌطرح فيه الخلاف جانبا ليحل الحب مكانه فيبذل المحب نفسه عن من احب لإنقاذه مما هو فيه.
الحياة أثمن من أن نهدرها على علاقات مُزيّفة، أو صداقات هشّة، أو مع أشحاص لا ننتمي إليهم و لايعرفوننا إلا زمن الترللي ويتنكرون لنا زمن الشرم برم، فتلك الأشياء تُنقِص من العمر وتثقل النفوس وتستنزف المشاعر، لذلك لسنا مُلزَمين بها.
إبحث عن ما تجد نفسك حقاً فيه، فأنت جدير بأن تعيش حياة حقيقية مليئة بالشغف والحب مع أناس حقيقيين.