عفوا..عزيزى البوق
…
بقلم الكاتبة الروائية / غادة العليمى
قطعا انا لا احمل الجديد من الكلمات فى مقالى الجديد كما هدفى هذى المرة من الكتابة مختلف
فانا لم اكتب لاناقش ابدا لماذا ادمن هذا الشعب جلد ذاته واستعذاب معاناته بطريقة مرضية مخيفة
ولست اكتب لاتسائل كيف كان المصريون من عهد قريب جدا يهللون ويكبرون لقناة تافهه جديدة او عربة مترو تدخل الخدمة او خصخصة مصنع مربح يقتل كل امل فى صناعة واصبحوا يسخرون من كل مصنع يبنى فعليا او كل شئ نافع ينبئ بمستقبل جيد بعد ماضى فى قمة السوء
ولا يهمنى ان اشير الى الذين لا تلتقط كاميرا عيونهم الا السئ ولا تبروز الا القبيح ولا تتحدث الا فى الناقص
ولن اعقد مقارنات بين ما يقدمونه مواطنيننا فى اشغالهم وما يطلبونه من مواطنيين مثلهم اذا قيموا اعمالهم واشغالهم
ولن اشير ان ثمة كتائب الكترونية تتربح من بث الاحباط.و زرع الكره ونزع الانتماء تحت مسمى النقد الخالى من الموضوعية و الادب ان صح التعبير
ولن اذكر احد بالحرب الشرسة وواقع المؤامرة التى تحاك افخاخها حولنا فى كل خطوة وكل مجال وكل مكان ونلتقط الطعم ونسقط فى المصيدة عشرة مرات فى كل مرة
ولن اتعجب من الملايين المستأة من كل شئ يقدم اليها دونما نرى منها اى دلائل تشير لمثاليتها فيما تقدمه هى الينا ولو حتى بالنصيحة الواعية والكلمة الجادة المحترمة
ولن اذكر المثل الشعبى للنجار الذى من المفترض انه يطوع الخشب لصناعة ابواب الناس وبابه من الاصل مخلوع..
انا فقط اريد ان انوه واشير واصرخ واوجه واشرح واوضح
ان ثمة اختلاف كبير بين النقد والسخرية وبين ثورة المحبة لتغيير الاوضاع وبين هجوم الكاره لنشر الاحباط
بين من يبدأ بنفسه وبين من يعرقل الاخرين لانهم بدأوا دونه
بين الحبيب الذى يبلع الظلط والعدو الذى يتمنى الغلط
بين من يملك ادوات التقدير والتحليل والاستنباط قبل سرد الرأى ومن يعتنق مذهب الهرى بغرض الهرى والتواجد فى المعمة.. كالتلميذ الخائب الذى يردد مايسمع من اجابات فى ضوضاء الفصل ليثبت انه ذاكر الدرس وهو لا يعلم فى اى حصه هو من الاساس
بين من لا ينتمى ومن يعتز بالانتماء
وان كنت عزيزى البوق الناسخ لكل سوء الحامل لكل فيرس شماته وغباء
مقتنع ان هذه البلاد لم تعد تساع كفاءتك ولم تعد مناسبة لمكانتك
لماذا لا ترحل لبلاد من التى تقرأ عنها الاساطير وتسمع عنها المواويل وتقاد بها النجاحات والقناديل
لماذا لا تريح نفسك وتبدل مكانك وتهاجر لبلاد الخيال التى تعشش صورتها الرهيبة خيالك
دعنى اجيب عنك هذا السؤال
لانك تعلم انه ليس لك مكان غير هنا وانك يا نكرة الوجود لن تتقبل مواصفاتك الخرافية اى بلد فى اى بقعة على خارطة الدنيا
وانك هنا فى مأمن من ان يصارحك احد من اهلك واصحابك وجيرانك بحقيقتك الجوفاء التى لا تليق بغير بوق اكراما لكونك قريب او ضمن نطاق المعارف او الزملاء
فاذا ما سقطت عنك صفة القرب والقرابة تجردت من الحصانة المجاملة لتلقى ما تستحق من معاملة حتى تسف تراب الغربة وارصفة المتسولين وتعود مشحون على اول سفينة نفايات.. فهم بلاد هادئة لا يحتملون الابواق
وان كنت لم تعرف انظمة هذه البلد انا عرفتها وعشتها واعلم جيدا انها لا تحترم الا من يعمل ولا تقدر الا من يحترم ولا تساع الا من ينتمى وغير ذلك لا مكان لاحد اخر على ارضها.. خاصة ان كان مجرد بوق