بقلم / السيد سليم
بعد أن بينا في المشاهد السابقة من قصة موسي وما كان من إلقاء موسي في اليم ليكون في مأمن في بيت الفرعون ثم يشبه ويكبر ويتشدد عوده ويذهب لدعوة فرعون وقوم الي عبادة الله فيكون الصدام ويكون التأييد من الله لموسي بالمعجزات ومن أهمها معجزة العصا والتي تتحول بقدرة الله الي حية ولنتناول سويا
(الحية)،
وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، في قصة سيدنا موسى عليه السلام، في عدة مواطن، منها ما جاء في سورة طه حين أراه إياها كآية من آياته، والتي سيكون لها شأن في إثبات نبوته عليه السلام، فأمره الله تعالى أن يلقي عصاه فتحولت العصا إلى حية، قال تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى* قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى* فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى* قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى)
هذا الموقف الأول لما عاد سيدنا موسى إلى مصر بعد أن خرج منها وفي طريق العودة أبصر ناراً فأراد أن يستأنس ويقترب منها فناداه الله، وأوحى إليه بالنبوة.
كان ذلك في الموقف الثالث، عندما جمع فرعون السحرة وألقوا الحبال والعصي وسحروا أعين الناس وخيل للناس ولموسى أن هذه الحبال تتحرك وتسعى، وألقى موسى عصاه قال تعالى: ((وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ* فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)
فلما ألقى موسى عصاه انقلبت حية وراحت تبتلع كل الحبال والعصي التي هي في أعين الناس ثعابين، وعندما أيقن السحرة أن ما جاء به موسى حق وليس بسحر سجدوا لله أمام هذه المعجزة، ويعلق الشيخ محمد النبهان الحلبي رحمه الله على عبارة ((تلقف ما يأفكون)) فيقول: لقفت الإفك الذي خيل للناس أن الحبال والعصي ثعابين وحيات،
والي لقاء آخر مع معجزات موسي عليه السلام..