عذاب البعاد حبيبتي
عذاب البعاد حبيبتي
بقلم مصطفى سبتة
قلبي. تمزّق من عذاب بعادنا
ودمي تجمّد حسرة وانــينَا
فَلِمَ التّباعد والحياة هنيـــهة
و لم التجافي والصّفا يدعونا
فالدهر دانَ لنا ،وكنتُ وكنتِ
لي روحًا وراحًا والهوى يسقينا
ايام كنتِ الناي ينفث لحـنا
يشفي العليلَ و ُيسعِد المَحزونا
ايّام كنتِ الزّهر أرشفُ قطـرَه
وكأنّ فُوهك يحتوي النسرينا
ايام كنتِ النبع يروي مهـجتي
وسلاف خمرٍ نادرٍ يُنشــــينا
ايام كنتِ ربيع قلبٍ مـدنفٍ
أيام كنت قصائدا و لُحــونا
ايام كنتٍ النسمة في قائــضٍ
ايام كنت الدفء في تشرينا
كنا بعين الحب بؤبؤ مــقلة
والسّعد أرماشا لنا و جُفــونا
حُزْنا السعادة كلها لو قـُـسّمَت
في الارض لنْ نَرَ في الانام
فكانّكِ بِنْتٌ من الجـِـنّ بَدَت
حيناً لِتَزْرعَ في القلوب فُتونا
ثم انثَنَتْ بعد التيقن انـــها
قد احكمت للعاشقين كـمينا
حتى وان كنت الجان فمرحبا
بسناك فوق ترائبي أيقـــونا
إن صحّ أنّ الجَان يسكن انـسا
فأنا بِلا رَيب.بكِ مَـــسْكونا
عودي فقد جفّت عيونُ حدائقي
و جَرَت عيوني سَكْبُها غِسلينا
عودي لأرضٍ مات كلُّ نباتها
فَغدَت كَجِسْمٍ في التّراب دفينا
فالقلب ارضٌ لا تزال جديبـة
ما ظلّ بالقطرِ الغمامُ ضَنينا
عُد يا منار القلب بالألَقِ الذي
بغيابه زَرعَ الدّروبَ مَنونا
أو نادِني من حيْث أنت فاقدم
لو أسكنوك مع الأُسُودِ عَرينا
إنّي سأبْقى بالمُنى مُتَمـسّكّا
بعض الاماني قد يصير يقينا