مقالات وتقارير

عادات وتقاليد بلدنا.

عادات وتقاليد بلدنا.

بقلم/هبة معوض.

“دي عادات وتقاليد بلدنا”، كثيرا ما نسمع هذه الكلمة في مجتمعنا، الكل يفعل ما لايريد

تحت مسمى العادات والتقاليد، هذه المصطلحات التي حتمت على البعض التخلي عن

مبادئهم والسير وراء أهواء الناس، حتى لا يخالفن العادات والتقاليد، والتي أصبح البعض منها كالعرف، لابد أن نحترمه وألا نعترض عليه، وإلا كانت كارثة.

لن نستطيع القول أن المجتمعات الشرقية وحدها التي تقدس العادات والتقاليد، بل أنها

تراث موجود في العالم كله، منذ الأزل لم ولن نستطيع تغييره، ذلك لأنه من العسير جدا

تغييره، إضافة إلى أن الناس يريدونه، وإلا لما وجد من الأساس، والدليل على ذلك هي

الأمثال المنتشرة في العالم أجمع عن هذا الموضوع، هناك مثل هولندي يقول “يفقد الهر

وبره، ولا يفقد عاداته”، كذلك في روسيا مثل آخر يقول”بإمكان المرء أن يعتاد كل شيء

حتى الجحيم”، تلك هي العادة، الناس تحب الشيء وتكرره، حتى تصبح عادة متعارف عليها من قبل الآخرين، يصعب تغييرها أو محوها.

ليست المشكلة في وجود هذه المصطلحات في مجتمعاتنا، فالعالم كله لديه عاداته

وتقاليده، والكثير منهم يفخر بها ويقدسها، أما نحن فأين عاداتنا وتقاليدنا التي من الممكن

أن تجعلنا موضع فخر؟ في مراسم الأفراح أم جهاز العروس؟! فقد أصبحت مراسم الأفراح

وجهاز العروس أمر واجب وضروري على الجميع، الكل يقلد غيره، لايوجد فيها بند ما هو أساسيات من كماليات، وهذا ينطبق على الجميع،بلا إستثناء.

“ماذا سيقول الناس؟” و “ماذا قالوا عنا؟”، هذه هي الكارثة، أن نجد الكثير جدا منا مبرره

هو ما سيقوله الناس عليه إذا خالفهم فيما يفعلون أو إعترض على أفعالهم، فبالرغم من

أن ذلك يتعارض مع مبادئه، إلا أنه يخشى ردود أفعال من حوله، لذلك فهو يسير على

أهوائهم، المشكلة أنه بسلبيته هذه يجبر غيره على ذلك، حتى تتحول إلى عادات وتقاليد

متوارثة.

رغم وجود العديد من الأفكار المتناقضة حول هذا الموضوع، وتعدد الأقوال فيها، مثل قول

جون ماكبث “العادات والتقاليد تخدمنا من عناء التفكير”، وكذلك قول جون ستيورات

ميل”ما يبدو قمة السخافة في عصر ما، يصبح عادة قمة الحكمة في العصر الذي يليه”،

يمكن القول أن إبن خلدون حسم الجدل في هذا الموضوع بقوله:”إتباع التقاليد لا يعني

أن الأموات أحياء، بل أن الأحياء أموات”، وصدق عليه نجيب محفوظ بقوله”الإبقاء على

التقاليد البالية سخف ومهلك”.

 

 

عادات وتقاليد بلدنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى