في الوقت الذي يحاول فيه العالم أن يستفيق من تأثير فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، الذي أودى بحياة نحو 2.2 مليون شخص، أثيرت المخاوف بشأن احتمال تفشي فيروس جديد يعرف باسم «نيباه»، والذي ظهر في الساعات الأخيرة، وتفشى بإحدى القرى الماليزية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، أمس، من فيروس «نيباه»، وقالت إنه يصيب الجهاز العصبي والتنفسي، وتصل نسبة الوفاة به من 40 لـ75% كما أنه ينتشر بسرعة كبيرة، وأكدت المنظمة أنه واحد من 10 أمراض معدية صنفتها المنظمة بأنها أكبر خطر على الصحة العامة نظرا لعدم توفير أي أدوية أو لقاحات له حتى الآن.
تشابه كبير ظهر بين فيروس نيباه وكورونا خاصة في الأعراض التي تصيب المرضى بهما، وأبرزها الحمي والسعال وارتفاع في درجة الحرارة والإسهال والصداع والغثيان وفقدان حاستي الشم والتذوق والطفح الجلدي والتهاب الحلق، ما جعلالبعض يخشى ذلك التشابه ويتسائلون حول كيفية التفريق بين كورونا ونيباه.
طبيب: نيباه أشد فتكا من كورونا:
وللإجابة عن هذا السؤال، قال الدكتور الأستاذ رئيس قسم الكبد والأمراض المعدية، بكلية طب قصر العيني، إن هناك أوجه اختلاف بين فيروس كورونا وفيروس نيباه الجديد، سواء في هيئته وتركيبه أو في بعض الأعراض التي تظهر على المصابين بإحدى النوعيين.
وأضاف الدكتور أن فيروس نيباه يختلف عن كورونا في النشأة، حيث ظهر عام 1997 على عامل في مزرعة لتربية الخنازير، وتسبب في تدمير خلاياه العصبية والتنفسية فأصبح القتيل الأول، ونوعًا ما أضراره ومواصفاته وأعراض معروفة، على عكس ظهور فيرس كورونا ذلك الفيروس المستجد، الذي استغرق العالم نحو عام للتمكن من صنع لقاح له.
وأشار أستاذ الأمراض المعدية، إلى أن نسبة وفاة المرضى بفيروس نيباه عالية جدا، وأكثر من نسبة وفاة مصابي كورونا، فعلى الرغم من أن كورونا أودى بحياة الكثيرين إلا أن نيباه سيكون أشد شراسة وفتكا من كورونا حال انتشاره بكثافة عالية.
كما أوضح أن هناك بعض الأعراض المرضية التي تختلف من كورونا لنيباه، حيث إن مصاب نيباه يدخل في غيبوبة قد تصل إلى 48 ساعة، وإذا اشتد عليه المرض قد يموت في يوم أو اثنين، على عكس مريض كورونا الذي يكون في كامل وعيه حتى في حالات ضيق التنفس، ولديه فرصة أكبر في الشفاء.
وأكد أن مريض نيباه قد يتعرض المصاب به إلى التهاب بالمخ حتى لو بعد الشفاء منه، ويصيب الجهاز العصبي، عكس مريض كورونا الذي تتمحور أعراضه حول الجهاز التنفسي وأحيانا الهضمي، دون أن تتطرق إلى المخ.
وتابع أن طرق الوقاية من نيباه تختلف عن كورونا، حيث غن مصدر الفيروس الأول معروف وهو الخنازير والخفافيش، أما الثاني فحتى الآن ورغم وجود اكثر من لقاح له ولكن لم يعرف مصدره.
أبرز الطرق التي يمكن الاعتماد عليها للوقاية من فيروس نيباه:
– تتمثل أهم خطوات الوقاية من عدوى فيروس نيباه في عدم الاتصال المباشر بالخنازير المريضة وأماكن معيشتها.
– يجب عدم الاتصال بالخفافيش ومجالات تحركها، خاصة عدم شرب عصارة نخيل التمور الخام، حيث جرى تصوير خفافيش وهي تشرب من إنزيم التمر أثناء جمعه من أعالي الأشجار.
– ومن طرق الوقاية منه في ضرورة الابتعاد عن الحيوانات البرية بقدر الإمكان، وغسل الفواكه جيدا.
– ممارسة غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتجنب ملامسة الدم أو سوائل الجسم لأي شخص معروف أنه مصاب بنيباه.
– في حالة الاشتباه في تفشي المرض بين الحيوانات يجب وضعهم تحت الحجر الصحي بشكل فوري، كما يُنصح بعد تنقل الحيوانات من المزارع المصابة إلى مناطق أخرى لسيطرة على المرض، بل ويمكن التخلص من الحيوانات المصابة تحت إشراف طبي دقيق على خطوات دفن الجثث وحرقها.
– دعت منظمة الصحة العالمية إلى الحد من وصول الثعالب الطائرة إلى النخيل للوقاية من الفيروس، وكذلك غسل الثمار جيدًا.
وفيروس “نيباه” يحدث مشكلات تنفسية شديدة لدى المصاب، إضافة إلى التهاب وانتفاخ في الدماغ، بينما تتراوح نسبة الوفيات الناجمة عن المرض بين 40 و75 في المئة.
وتشمل الأعراض الإصابة بألم في العضلات إلى جانب الشعور بالدوار، وربما يدخل المريض في غيبوبة خلال مدة بين 24 و48 ساعة.
ويرجح العلماء أن تكون فترة حضانة الفيروس بين 4 و14 يوما، لكن بعض التقارير رصدت فترة حضانة أطول في بعض الحالات وصلت إلى 45 يوما.
وينتقل الفيروس للإنسان من خلال الخفافيش، فقالت الدراسات الخفافيش تطلق المزيد من الفيروسات عندما تكون تحت الضغط، موضحًا أنه عادة يسمح للفيروس بالانتقال من الخفافيش إلى الخنازير وما بعده إلى المُربين، لذا يجب اتباع الطرق السابقة للوقاية منه.
زر الذهاب إلى الأعلى