د إيمان السرياقوسي
القيادات هم الكنز والمورد الاستراتيجي للأمم والذي لا يقدر .
هم أصحاب الفعل والمبادرة والريادة في كل عمل تنموي ونهضوي.
وإدراكاً لهذه الحقيقة اهتم العلماء والفلاسفة منذ القدم بدراسة الظاهرة القيادية واجتهدوا لتفسيرها وتحليل عناصرها ومكوناتها ،للوصول الى طريق يمكن من خلاله صناعة المزيد من القيادات، لذا تأسست مراكز أبحاث القيادة في معظم دول العالم ومراكز وأكاديميات صناعة القادة تتفاوت عراقتها وجودة مخرجاتها من دولة لأخرى.
والسؤال هنا
هل يمكن صناعة القادة ؟ :
او بعبارة أخرى هل يصنع القادة أم يولدون ؟
سؤال قديم يتجدد وقف أمامه الفلاسفة وعلماء الإدارة طويلا وتباينت آراؤهم حوله فهذا “د.بينيز ” أحد جهابذة علوم القيادة يقول: ( إن القيادة شخصية وحكمة وهذان أمران لايمكن اكتسابهما).
غير أن رائد علم الإدارة الحديث “بيتر داركر الذي مارس التدرب على الإدارة أكثر من خمسين عاماً يخالفه الرأي ويقول :(القيادة يمكن تعلمها ويجب تعلمها).
ويوافقه الرأي “وران بينيس” الذي ألف اكثر من 30 كتاباً عن القيادة ودرس زمنا في جامعة هارفارد وبوسطن وكان مستشارا لأربعة رؤساء أمريكيين حيث قال : (أخطر أسطوررة في علم القيادة هي أن القادة يولدون أو أن في المسألة عامل وراثي في الواقع هذا هراء ، العكس هو الصحيح؛ القادة يصنعون).
وهذا الرأي هو مادلت عليه الشواهد الواقعية والمواقف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأيدته الأبحاث العلمية . حيث درس أكثر من 100 عالم الخبرات والأداء العالي في عدد كبير جدا من المجالات المتنوعة كالطب والفنون والهندسة والرياضة وغيرها وكانت النتيجة أن
(الخبراء يصنعون ولا يولدون ) والقيادة هي أحد أهم تلك الخبرات.
زر الذهاب إلى الأعلى