غير مصنف

"صمت الأماكن!"

“صمت الأماكن!”

بقلم….أحمد حجاج

في غيابكِ، يُخيم الصمت على كُلّ شئ حولي حتى الأماكن، يا ويحي من صمت

الأماكن! تصير بلا روح في غيابكِ، فأُشعُر بالتشرّد د كأنني تائه بلا عنوان، ب

مأوى، أو كأنني غريب عن نفسي، فالأماكن الصامتة حولي تعكسُ موت

الحياة فيها! وتصير بلا معنى؛ لأن حضوركِ هو ما يُعطي لها المعنى!

ما تعوّدتُ على صمت الأماكن، فقد كنتَ أتفاعل معها بإحساسي حتى إنّي كنتَ أ

تنبضُ بالحياة، لكنها أعلنت التمرد بعد أن غبتِ عنها! فقد اِعتادت أن تسمع نبرات صوتكِ وضحكاتكِ حتى همساتكِ!

إذا كان هذا هو حال الأماكن، فما بالكِ بحالي أنا في غيابكِ، يا ويّلي في

غيابكِ أيتُها الروح التي اختزلتُ فيها كُلّ حياتي! فكيف أجد نفسي دونكِ؟

وكيف أفتّش عن أشيائي وكُلّها معكِ؟ وكيف أشعُر بالفرح وأنا لا ألتقيه إلا بكِ؟

وكيف أحطّ رّحّالي في بُعادكِ؟

ألا سحقا للغياب! كم أشتاقكِ! وحنيني إليكِ ملئ قلبي، وكل ثانية تمُر،

تُحاصرني لهفاتي عليكِ، ومن عُمق إحساسي أتًوق لُقياكِ، وبمجامع قلبي،

أرغب في ضمّكِ إلى صدري كي أعوّد إلى نفسي!

ظلاّم هي دُنياي في غيابكِ، وكُلّ الأشياء تُعاندني، والضجر والملّل يلتفّان

حول رَقبتي كأنهُما مشنقة! حقا لا شئ يُعوّضني في غيابكِ يا من في حضوركِ أتنفس جمال الحياة!

وبرغم غيابكِ وصمت الأشياء والأماكن، إلا أن أوتار قلبي تعزف لحن حضوركِ

مهما غبتِ عنّي؛ لأن قلبي لا يعترف بالبُعاد والمسافات، فقلبي يهرول نحو

روحكِ يُعانقُها أينما تكون! فما زلتُ على مهد اِنتظار أن تثُورِ على الغياب لتأتيني

كي تُعيدين لي حقي فيكِ كي أنعم بالحياة، وحق الأماكن التي تنتظركِ كي

تُجعليها تتخلّى عن صمتها، وتبُثّين فيها من روحكِ حياة!

"صمت الأماكن!"

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى