صائب عريقات واصفا تطبيع الإمارات مع إسرائيل: سلام مقابل الحماية
صائب عريقات واصفا تطبيع الإمارات مع إسرائيل: سلام مقابل الحماية
وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل بأنه “سلام مقابل الحماية”، وأوضح أنه كان يتوقع من الدولتين الالتزام بمبادرة السلام العربية، مؤكدا أن موقف المملكة العربية السعودية من التطبيع مع إسرائيل واضح.
وقال عريقات، في مقابلة مع CNN بالعربية، إن “ما تم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من ناحية وإسرائيل والولايات المتحدة من ناحية أخرى، لا نستطيع أن نسميها معاهدة سلام أو سلام مقابل سلام، ما حدث هو ما أستطيع إطلاق عليه مصطلح (السلام مقابل الحماية)، وما أقصده أن الولايات المتحدة وهي حليف لعدد من الدول العربية تقوم بهذا الدور”.
وأضاف عريقات أن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، “قال لعدد من صناع القرار في العالم العربي إن أمريكا ليست ملزمة بالاستمرار في هذه الأمور، وعليكم أن تجلبوا إسرائيل، ونظريته هي خلق ناتو عربي-إسرائيلي في المنطقة، وهذا أمر بالغ الخطورة”.
وتابع عريقات: “أن يُقال الآن أن منظومة الأمن العربي ستعتمد على إسرائيل كنقطة ارتكاز لحمايتها هذا غير معقول، إسرائيل تاريخيا مع الولايات المتحدة تقولان إن إسرائيل وحدها يجب أن تكون أقوى من كل العرب، وبالتالي في صراع بين دولة عربية ودولة غير عربية كانت إسرائيل إلى جانب هذه الدولة وآخرها كان الحرب الإيرانية – العراقية إذا تذكرتم كيف وقفت إسرائيل ضد العراق بكل ما للكلمة من معنى”.
وأكد عريقات أن “منظومة الأمن القومي العربي، وفلسطين جزء منها ولا يمكن أن تكون إلا جزء منها، يجب أن تكون مؤسسا لها ومرتكزة إلى العرب، ولا يعقل أن تكون إسرائيل جزءا من هذه المنظومة، ولا يمكن لها أن تكون جزءا من هذه المنظومة”، وقال إن “إسرائيل وظيفتها أنه كلما رفعت دولة عربية من قيمتها الاستراتيجية والتكنولوجية أن تضربها، وهذا ما تقوم به على الدوام”.
وأشار عريقات إلى أنه لم يتم إبلاغ الفلسطينيين باتفاقيتي الإمارات والبحرين مع إسرائيل قبل الإعلان عنهما. وقال: “لم يتم إبلاغنا على الإطلاق، كان هناك قبل الاتفاق الإماراتي اجتماع وزاري عربي وصدر بيان أكد على الثوابت والتمسك بمبادرة السلام العربية، وفيما يتعلق بالبحرين عندما التقى جلالة الملك مع السيد بومبيو وزير خارجية أمريكا، صدر بيان إن جلالة الملك قال لبومبيو إنه لن يكون هناك تطبيع قبل إنهاء الاحتلال، لذلك لم يكن لدينا علم بهذا الأمر، ولم نفوض أحدا للحديث عننا في هذا الأمر، وفي اعتقادي أن ما تم هو سلام مقابل الحماية”.
وحول ما حدث في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأربعاء الماضي، قال عريقات: “ما حدث هو أن جميع مشاريع القرارات بخصوص القضية الفلسطينية أقرت، لكن كان هناك جملة أردناها كفلسطينيين في البيان خاصة بإدانة أو رفض خروج أي بلد عربي عن مبادرة السلام العربية، فاعترضت بعض الدول ووافقت بعض الدول، لم يكن هناك توافق، وقررنا أن نسقط هذا البند، ونحن لا نريد لأحد أن يذهب إلى واشنطن ليوقع ويقول معي غطاء عربي أو إسلامي”.
وحول موقف المملكة العربية السعودية، قال عريقات: “باعتقادي أن موقفها واضح ومحدد، وحددته على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعلى لسان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعلى لسان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان”.
وأضاف: “كلهم كان موقفهم واضحا ومحددا، وكانت المكالمة الأخيرة بين الملك سلمان والرئيس ترامب أن حل القضية الفلسطينية أولا ومن ثم التطبيع، إنهاء الاحتلال أولا ومن ثم التطبيع، والتمسك بمبادرة السلام العربية، ونحن على إيمان قاطع أن السعودية لن تغير هذا الموقف على الإطلاق، وتدرك أن الأمن العربي يتحقق بيد العرب، ونحن نأمل من الدول التي ذهبت في هذا الاتجاه أن تعيد التفكير وأن تتراجع عن هذه المواقف”.
وحول إمكانية أن يمنح التطبيع فرصة للدول العربية للتأثير على إسرائيل، رأى عريقات أن ما يحدث على أرض الواقع ينفي ذلك، وقال: “خرج نتنياهو وقال أنا سوف أستمر في الاستيطان وسوف أستمر في الضم وسنفرض الحقائق على الأرض، وقال لا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية على حدود 1967، والقدس لن تقسم والقدس الشرقية بالأقصى والقيامة ستكون جزءا من عاصمة إسرائيل، هذا ما قاله”.
وأضاف عريقات: “إذا لم تستطع أن تؤثر قبل قرار التطبيع فهل ستؤثر بعد التطبيع! كيف ستؤثر بعد أن دفعت الثمن؟! لا أعرف ما هذا السلوك التفاوضي الذي يقول إن هذه الخطوة ستؤدي إلى مساعدة الفلسطينيين، نتنياهو يتحدث للإعلام الإسرائيلي كل يوم ويقول إن الفلسطيني وحيد، تخلى عنه العرب، وهو محق في ذلك، فقد استطاع كوشنر أن يحقق اختراقا وأن يطعن الفلسطيني بأيدي عربية في ظهره طعنة مسمومة وهذه الحقيقة”.
وتابع بالقول إن “العالم كله يدرك أن القضية الفلسطينية هي مفتاح الحل ومفتاح السلام في المنطقة، حتى الدول التي رحبت في أوروبا وغيرها بالاتفاقات قالت إنه لا يجب أن ننسى أن الصراع هو فلسطيني-إسرائيلي، والمطلوب إنهاؤه وإلغاؤه هو الضم والاستيطان، والمطلوب إقامته هو دولة فلسطين المستقلة”.
وأكد عريقات أن “إنكار الحقائق لا ينفي وجودها”، وقال: “لن يكون هناك فلسطيني على وجه هذه الأرض يقبل أن يعيش عبدا تحت حكم سلطة الاحتلال الإسرائيلي وفي نظام فصل عنصري، ولن يوجد هذا الفلسطيني الذي يقبل أن يكون المسجد الأقصى وكنيسة القيامة تحت سيادة إسرائيل”.
واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن جاريد كوشنر “عبارة عن خليط من الجهل والغطرسة، وانتقامي جدا”، وقال: “هو يحاول الانتقام وتوفير كل ما يلزم لنتنياهو من أدوات لقهر الشعب الفلسطيني”.
وأضاف عريقات أن “الشعب الفلسطيني يسعى للسلام ويريد السلام ويقول للعالم أجمع أنا قبلت السلام على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية، وعلى أساس مبدأ الدولتين على حدود 1967، وعلى أساس حريتي واستقلالي، ولن يكون السلام على أسس وركائز العمل السياسي الذي يمارسه كوشنر و(السفير الأمريكي في لدى إسرائيل ديفيد) فريدمان بأن يكون هناك دولة بنظامين، نظام فصل عنصري”.
وتابع بالقول: “لن يقبل الشعب الفلسطيني بذلك، والصراع سيستمر، ونتنياهو يعتقد أن الصراع مع الفلسطينيين يخدم إسرائيل، هذه هي الحقيقة، ولذلك هو يقفز إلى الأمام ويقول للإسرائيليين جلبت لكم البحرين والإمارات ولم يُطلب مني أن أنسحب من بوصة واحدة أو وقف الاستيطان أو الإفراج عن الأسرى أو أي شيء ويُظهر نفسه كقوة عظمى وأن السلام لا يتحقق إلا من خلال أن الناس يأتون من أجل القوة والحماية”.
وأعرب عريقات عن ثقته في أن “الشعب الفلسطيني هو من سيقرر مصير هذه الأرض”، وقال: “نحن لا نتحدث بعبثية، ونعرف أن أصحاب الشعارات التي لا طائل منها هم أصحاب التنازلات التي لا كرامة معها”.
وأضاف: “كنا نتوقع من الإمارات والبحرين، الأشقاء، أن تكونا على مستوى الالتزام بما اتفقنا عليه في مبادرة السلام العربية… هذه الأخطاء الاستراتيجية تكلفنا كثيرا وسندفع ثمنها، ولكن في نهاية المطاف لن يكون هناك أمن وسلام واستقرار في هذه المنطقة دون تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين”.