بقلم / داليا زردق
يشعر كثيرا من الآباء و الأمهات بحسرة و وجع يكاد يقتلع قلوبهم من مكانها علي ما يجدوه من تعامل أبناءهم لهم ..
الصدمة تفتك بهم و هم يواجهون طوفان من الجحود و البرود و الرفض و الأنانية من فلذات أكبادهم ،
و السؤال القاتل يدور في الرؤوس يكاد يفتك بها !
لماذا يحدث ذلك منهم ؟
خاصة حين لم تكن قد قصرت معهم في شيء و لم تكن تؤذيهم عن عمد و لا عن كره و ربما أذيتهم بتصرفاتك التي لم تكن موجهة تماما لهم بل كانت تسلسل تلقائي لما تواجهه انت في حياتك العملية أو الإجتماعية ،
لكن حقا حين تتذكر قصص الأنبياء و الصالحين
يثلج صدرك معرفة أن سيدنا نوح خير الأنبياء لم يستطيع إقناع إبنه بركوب السفينة مع المؤمنين لينجو و أنه مات غرقا مع الكافرين ،
و لم يكن ذلك عقاب للنبي و لا تقصير منه بل أنها إرادة الله ، فلقد ذكر الله أنه سيكون من أزواجنا و أولادنا عدو لنا ،، تلك حكمة لا يعلمها إلا الله وحده ،،
و كذلك نري كثيرا كم من نبي لم ينجو أهله و زوجاته و كانوا من الغابرين ،،
ليس الجحود و العصيان بسببك أو لتقصيرك أو لأنك تستحقه ،
بل هو كالمرض الذي يصيبك فيضعفك و يتعبك و يعذبك لكنه يكفر عن ذنوبك و يرفعكً درجات و درجات ،،
فلتكف عن جلد نفسك و تعذيب روحك بالتساؤل لماذا يفعل أبنائي بي ذلك ؟
فلتتعامل مع هذا الأمر كما تتعامل مع الموت و المرض بالتسليم لله
و بالتفويض له و بسؤاله أن يرحمك و يخفف عنك ما تشعر فلا يوجد غير الله ليشفي جراحك و يطيب نفسك و يعوضك ما تفقده.