محلية

صرخة قلبي علي الأقصى

صرخة قلبي علي الأقصى

بقلم مصطفى سبتة

أنا صرخة قلبي المعذب عليك
يا أقصي المدائن يا مهبط الرسالات
أفوقَ القدس يشتدّ الظّلامُ
ويلقى الذُّلَّ أهلوها الكرامُ
ونزعُمُ أنّنا عربٌ أُباةٌ
وأقصى ما نجود به الكلامُ
فهاهيَ تحتَ مرأى العين تشكو
وأقصاها يدنّسُهُ اللّئامُ
معلّقةٌ على الأنفاق باتت
وقومي عن مآسيها نيامُ
كأنّ الصّمتَ سيّدُ كلّ خطبٍ
يُلِمُّ بنا فخُلْفٌ وانقسامُ
إذا لم تُدركوا الأقصى بحزمٍ
هوى ويليه بيتكمُ الحرامُ
أفيقوا من سباتكمُ لكي لا
تُفيقوا بعدُ والأقصى ركامُ
تُهوّدُ قدسُنا ونظلّ نبكي
ويمقتنا على العجز الأنامُ
فعذراً يا صلاحَ الدين انا
أضعنا المَجدَ وانتُقِضَ الذّمامُ
فواخجلاهُ من مجدٍ تلاشت
حقيقتهُ وأوهانا الخصامُ
لقد أعلَوْا فُوَيقَ الغيمِ هاماً
وهامُ اليومِ عفّرَها الرّغامُ
كذا صدِىء السّلاحُ ومات صمتاً
وغرّهمُ بما برقَ السّلامُ
فمن حطّينَ واليرموكِ صاحت
تعاتبنا الأسنّةُ والسّهامُ
فكم من مقبضٍ للسيف أمسى
بلا كفٍّ فناداها الحسامُ
يعيثُ بأرضنا المحتلُّ لمّا
رأى عرباً على الذّلِّ استناموا
ألا يا من رأى في الجُبنِ حِلماً
وأبغضُ ما بمعجمهِ الصّدامُ
أرُدَّ مع الأماني حقُّ شعبٍ
عليه سطا الصّهاينةُ الجُثامُ
لقد جاؤوا من الدّنيا لِماماً
وما نحن الدّعاةُ ولا اللّمامُ
وكانت غزّةُ الأحرار ردّاً
على صلفٍ توارثهُ السّوامُ
ففيها فتيةٌ نذروا نفوساً
فكيف بهم فلسطينٌٌ تُضامُ
فلا والله ما غمضت جفون
وفينا الطفلُ جاوزهُ الفطامُ
إلى أن تستعيد القدسَ قسراً
فتعلو رايةٌ وتعزّ هامُ
إذا عصفت بنا سودُ الليالي
ووافتنا حوادثها الجسامُ
ستبقى خيلُنا للقدس تعدو
سِراعاً لا يُعوّقها لجامُ
ومهر القدس أرواحٌ ودمعٌ
وجرحٌ ما لَهُ فينا التئامُ
فكلّ دمٍ يسيلُ وكلّ روحٍ
تفيضُ لأجل أقصانا وسامُ
وموعدنا الغداةَ على الرّوابي
مُحرّرةً ودولتهم حُطامُ

 
 
 
صرخة قلبي علي الأقصى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى