كتب- أسامة حسان
عامل النظافة هذا العامل البسيط الذى فضل العمل الشريف ولقمة العيش الحلال وذلك الأجر القليل الذى يعفه عن سؤال الناس والذى يسد بعض احتياجاته على أن يسلك مسلك غير شريف.
تجده يعلو حاويات النفايات أما للعمل أو للانتقال من موقع عمل إلى أخر أو باحثاً فى داخل هذه الحاويات عن علب الكانز والبلاستيك والعلب الورقية لجمعها وإعادة بيعها للتكسب من عائد بيع هذه الأشياء لأن راتب الوظيفة لا يكفى مصاريفه واحتياجاته.
ونحن اليوم نتعرف سوياً فى ذلك المقال عن الأسباب التى جعلت عامل النظافة يطلق هذه الصرخات ذلك الشخص الذى يقدم لنا خدمة كبيرة وجهد يجب شكره عليه، فتجده فى الشارع وأمام بيتك ينظف المكان ويحمل نفاياتك على مدار اليوم و يتحمل الكثير من المشقة والتعب وسوء الأحوال الجوية إن كان شتاءً فى البرد القارس ومياه الأمطار أو صيفاً فى العواصف الترابية وتحت أشعة الشمس الملتهبة.
فى بلادنا مع ضعف رواتب هذه الفئة لو استطعت أن تساعدهم بها وكان، وأن لم تسمح لك ظروفك بذلك، فليس أقل من أن تعامله كإنسان ولا تتعالى عليه فى تعاملك معه ولا توجه الإهانه وابتسم فى وجهه ذلك أقل ما يمكن أن تقدمه له.
أما الصرخة التى يطلقها عامل النظافة وهى موضوع مقالنا اليوم فليست بسبب مشقة هذه المهنة وارتفاع مخاطرها أو بسبب إنحاء ظهره الذى ما عاد يحس به من كثرة الوجع والألم فذلك بعض من الأسباب التى جعلت هذه الصرخة تنطلق من ذلك العامل.
ولكنه يخبرك أنه سمع عن فيروس كورونا ورأى الناس كلها خائفة ومرعوبة من أثارة وأنه كل يوم يتملكه الرعب وهو يلتقط نفايات ومخلفات الناس من كمامات للفم وقفازات لليد مستعملة ملقاة على الأرض والتى يمكن أن تكون معديه أو إحداها يحمل العدوى.
يتوسل إليك أن تساعده فى الوقاية من العدوى فهو يخاف على نفسه ولديه أولاد وأسرة يخاف عليهم أكثر من نفسه، وأنه لو أصيب بالعدوى فلن تجد من يحمل عنك هذه النفايات وستضطر أنت لحملها وإلا تفشى الفيروس وانتشرت العدوى.
هو لا يطلب منك أمر صعب نفاياتك هذه الأيام على وجه الخصوص لا تلقها على الأرض بل ضعها فى شنطة من البلاستيك واحكم إغلاقها فالوقاية خير من العلاج وجهود الدولة فى هذه الأيام لمحاربة فيروس كورونا فكن عوناً للدولة ولا تكن معول لهدم جهود الدولة.