صراع خفي بين مراكز القوى الحمساوية
كتبت / يارا المصري
نشأت خلافات قوية بين أعضاء حماس بشأن إحتمال تأجيل الإنتخابات الداخلية، بحسب التقارير التي نشرتها صحيفة “الأخبار” في 19 كانون الثاني (يناير) 2021 ، فإن مسؤول مطلع على السياسة الداخلية لحماس يقول إن السبب الواضح للتأجيل ليس سوى حجة واهية.
السبب الحقيقي لتأجيل الانتخابات الداخلية هو صراع القوى بين مراكز القوة في حماس. الصراع الأكثر تأثيراً هو الصراع بين رئيس حماس الحالي إسماعيل هنية ، والرئيس السابق خالد مشعل الذي يترشح مرة أخرى لهذا الدور.
وقالت الصحيفة اللبنانية أن حركة حماس تُجري نقاشات داخلية ساخنة حول إمكانية تأجيل انتخابات الحركة الداخلية التي من المقرر أن تُعقد وتنتهي خلال أسابيع، وذلك للتفرغ للانتخابات العامة في حال ثبوت جدية السلطة في تنفيذها، وهذا ما سيظهر خلال “حوارات القاهرة” المنوي عقدها مطلع الشهر المقبل.
مجلس الشورى لحركة حماس وفقا لمصادر قيادية تبحث إمكانية تأجيل الانتخابات الداخلية للتفرغ للانتخابات العامة، لكنه لم يصل إلى قرار حالياً، مع أن أصواتاً تتعالى داخل الحركة بالاستمرار في انتخاباتها وإتمامها بالتوازي مع الاستعداد للانتخابات الخارجية.
وبخلاف ما نشرته وسائل إعلام عن “توافقات داخلية على توزيع المناصب القيادية”، نفت المصادر صحة هذه الأخبار، مؤكدة أن الحركة ذاهبة إلى الانتخابات الداخلية، سواء خلال هذه الأسابيع أم في حال تأجيلها «وفق نظامها الداخلي الذي يفرز المستوى القيادي الشوري والتنفيذي من القاعدة حتى قيادة المكتب السياسي»، ومشيرة إلى أن «حماس بدأت خطوات داخلية عديدة في عدد من المناطق والساحات لتنفيذ انتخاباتها، لكنها لم تصل إلى مراحل متقدمة بعد».
ومع أن جزءاً من الانتخابات الداخلية تمّ في الشهر الماضي، خاصة انتخابات أسرى الحركة في السجون، فإن إمكانية تأجيل باقي الخطوات قائمة رهناً بتقدير المصلحة مع استحقاقات الدخول إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.
على أي حال، ستنتظر قيادة الحركة ما ستفضي إليه “حوارات القاهرة”. وفي حال إتمام الحوارات والذهاب إلى الانتخابات، ستتعزّز الفرص لتأجيل انتخابات الحركة التي ستكون «معنية بترتيب أوراقها لتحقيق أرقام جيدة في الانتخابات العامة». أيضاً، على القيادة الجديدة في حماس، اختيار طريقة دخولها في الانتخابات العامة وحجم المشاركة، بجانب قائمة المرشحين الخاصة بها أو القوائم التي ستدعمها، إضافة إلى التحالفات التي ستبرمها، وهو ما يحتاج إلى جهد كبير قد يكون سبب في تأجيل انتخاباتها الداخلية التي حازت إجماعاً على عقدها في موعدها خلال مشاورات جرت العام الماضي. وإذا حدث إجماع على التأجيل، ترجّح المصادر أن يكون الموعد في نيسان/أبريل بدلاً من آذار/مارس المقبل.