صراع الأحزاب في حماس
يارا المصري
قام مصدر في حركة حماس مقرب من رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار بتوجيه الانتقاد الى رئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل عن اسلوبه تصرفاته.
وتطرق المصدر الى ما تم نشره الايام الاخيرة عن لقاء اجراه مشعل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن خلال شهر ديسمبر 2020 في قطر لتناول موضوع دفع المصالحة الفلسطينية الداخلية الى الامام حيث تدل هذه الخطوات عن التصرف المستقل الغير منتظم لمشعل مما قد يعرض مصالح الحركة للخطر.
هذا ويرى المصدر ذاته أن هذه الخطوات التي يقوم بها مشعل تعتبر جزءا من الحملة الانتخابية التي يقودها بهدف فصل اسماعيل هنية عن منصبه والعودة الى تولي رئاسة المكتب السياسي لحماس من جديد.
فيما وجه أحد كبار القادة السياسيين في حركة حماس والمحسوب على الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة خالد مشعل انتقادات للسياسات التي ينتهجها كلا من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة وصالح العاروري نائب رئيس حركة حماس.
واشارت بعض من منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الانتقادات والهجوم هو عدم رغبة هنية في أن يتصدر مشعل الساحة السياسية وأن يُصرح بما لا يتماشى مع سياسات الحركة الرسمية، خاصة في ملف المُصالحة مع فتح.
اللافت أن الموضوع أثار بدوره اهتمام الكثير من الصحف والتقارير التي تطرقت إلى هذه النقطة ، حيث أشار التليفزيون البريطاني في تقرير له إلى أن ما وصفته بالمسار السريع للمصالحة والذي يسير الأن بسرعة جنونية ، أدى إلى عدم مراعاة المصالح الجوهرية لحركة حماس في الضفة الغربية وغزة ، بل إنها تعرض مستقبل الحركة للخطر.
وأشار التقرير إلى ما يقوله الكثير من النشطاء الفلسطينيين من أن كلا من هنية أو صالح العاروري كلاهما يقطعان شوطا بعيدا في استسلامهما لفتح ، ولا يحصلان على أي مقابل لذلك، الأمر الذي ينعكس سلبا على الحركة بالنهاية.
بدوره أشار مصدر مقرب من قيادة حركة حماس في قطر إنه بحسب رأي شعبي بين كبار السن في الحركة ، فإن التحركات السريعة التي يقوم بها كلاهما تتعلق برغبتهما في تقديم الإنجازات الخاصة بهما بعيدا عن المصلحة الاستراتيجية لحركة حماس ، وذلك قبل الانتخابات الداخلية في الحركة.
واشار التليفزيون الالماني إلى أن هذه الانتخابات ستجرى في عام 2021 ، الأمر الذي يؤكد أن التحركات التي يقوم بها كلا من هنية والعاروري لا تنبع عن إرادة حقيقية لتقدم مصالح حركة حماس والأمة الفلسطينية ولكن فقط نتيجة لتحقيق اي مصالح شخصية لهما.
عموما فإن الواضح الأن هو تصاعد التجاذبات السياسية الحاصلة على الساحة نتيجة لتفاعل التطورات الجيوسياسية بالحركة ، الأمر الذي يزيد من حجم التفاعلات وتطورات الاحداث بصورة واضحة داخل حماس.