بقلم إيڤيلين موريس
بعد أن أنتهي العمل في حقل عم خميس أنتقل ملاك للعمل لدي أرملة تدعي أم كامل وهي سيدة وحيدة توفي زوجها وهي بعد في العشرين من عمرها بعد أن انجبت منه كامل وقد قضت عمرها في تربية أبنها الوحيد الذي أصيب بعد ولادته بحمي شديدة تسببت في تلف خلايا المخ وأقعدته طريح الفراش .
وقد كانت “أم كامل” تتدبر حياتها وحياة ابنها من قطعة أرض صغيرة تركها لها زوجها فأعطتها بنظام الشركة لـ” عليّ “أحد أبناء القرية فكان يزرعها مقابل النصف إلا أن “عليّ” لم يكن أميناً علي مال الأرملة فقد كان يسرق نصف المحصول ثم يعود ليشاركها النصف الآخر وأستمر علي ذلك الحال إلي أن أستلم عم ملاك العمل معه .
في البداية لم يتقبل “عليّ” وجود ملاك معه بالحقل وحاول مراراً أن يوقع بينه وبين أم كامل لكن دون جدوي فقد كان ملاك يهتم لكل أمور السيدة وأبنها ويقدم لهم المساعدة مما كان له عظيم الأثر في نفس أم كامل، وعندما فشل علي في الإيقاع بينهما بدأ في الرضوخ للأمر الواقع ومع مرور الوقت وحسن معاملة ملاك له بالرغم من محاولاته المستمرة للإساءة له بدأ “عليّ” يتقبل وجود ملاك وقرر أن يحاول جذب إنتباه أم كامل وإعادة الثقة المفقودة فأخذ يساعدها كما يفعل ملاك ويرسل زوجته لخدمتها ويشتري لها إحتياجاتها ، وقد كان لذلك اثره علي” عليّ” فبدأ يستشعر البركه في بيته، وإذ كان مكدر العيش بسبب إبن عاق له فلم يكن يستشعر لذة العيش وقد حاول كثيراً ومعه آخرون علي إعادته إلي رشده إلا أن أحداً لم يوفق لذلك، أما الآن فقد عاد الأبن إلي حضن والديه نادماً مما كان له شديد الأثر علي نفس “عليّ” الذي ندم هو الاخر علي كل ما أرتكبه في حق تلك الأرملة وأبنها فذهب إليها معترفا بكل أخطاءه القديمه في حقها وتعهد بإرجاع كل ما سبق وأخذه دون وجه حق وعاهدها علي الأمانه في العمل والحفاظ علي مالها وحقوقها.
وهكذا أطمئن ملاك علي أم كامل فأستئذن منها للذهاب للعمل في مخبز القريه حيث كان قد تعرض العامل فيه لإصابه استوجبت توقفه عن العمل لفترة غير محددة.
فماذا سيفعل ملاك هذا ما سنراه في الجزء الثالث إن شاء الرب وعشنا.
زر الذهاب إلى الأعلى