بقلم : نسرين معتوق
كنا نتحدث كعادتنا و نتجاذب أطراف الحديث ، ثم أنهت حديثها معي بسؤال سألته و أجابت عليه هي .. أتعلمين ما هي مشكلتك ؟ .. مشكلتك أنك تعلمين كل شيء و تلتزمِ الصمت .
نعم أعلم و أظنني سأظل ألتزم الصمت صديقتي العزيزة .. تعرفين لماذا ؟ تعالي أخبرك لماذا يلتزم من اختاروا الصمت بصمتهم .
الصمت انسحاب هادئ لمعارك مؤجلة ، و أبداً لم يكن هزيمة ، فأغلب من اختاروا الصمت كانوا هم الأكثر انجذاب لتلك الأطياف التي تعج بها هذه الحياة ، و كانت أرواحهم الأشد تمسكاً بأطراف تلك الأطياف ، تدور و تدور أرواحهم معها و كانت لتلك الأطياف جلبة و دَويّ يعلو و يخفت ، و ظلت تتداخل الأصوات حتى غاب الفهم .
ففي الضوضاء صديقتي لا أحد يسمع ، و عندما لا نسمع تفقد الكلمات قيمتها مهما كانت ..
صديقتي و إن كنا لا نملك أن نوقف الضوضاء ، فإننا على أقل تقدير لا يجب أن نكون جزء منها .. و الصمت قد يمكننا من الانصات أكثر و الفهم أعمق ، فعادة الخروج من المشهد يعطيك فرصة رؤيته كاملاً و ليس كل اقتراب يجعل من الصور أوضح .
أحياناً كثيرة يجعل الصمت الروح أبصر من العين ، الصمت لغة بلا كلمات ، حتى يحين وقت الكلام .
زر الذهاب إلى الأعلى