شَمَمْتُ العِطْرَ فى الأقصي
بقلم مصطفى سبتة
شَمَمْتُ العِطْرَفي الإنْشاءِ شِعْرا
وَعِطْرُ النّظْمِ في الشّفَتَيْنِ سِحْرا
وبينَ أَناملي قَلمٌ مُطيعٌ
يَصوغُ الأحْرُفَ الخَرْساءَ شِــعْرا
أُسافِرُ في العُصور بِلا جَوازٍ
فَأَشْــــــــعُرُأَنّنـي أَزْدادُ قَدْرا
وَفي لُغتي وَجَدْتُ لِسانَ أُمّي
فَزادَ تَعَلّقي بالضّادِ فَخْـــــــــرا
سَأَبقى مُخْلِصاً للِسانِ ديني
قاوِمُ مَنْ لَغوْا سِرّاً وَجَــــــهْرا
عَلَيْنا أنْ نَعودَ إلى الكِتابِ
كَبَوْصَلَةٍ تَقُودُ إلى الصَّــــوابِ
وَهَلْ بِقُشورِ أَحْرُفِنا سَنَرْقى
أَمِ التَعْليمُ أَخْطَأَ في الحِــسابِ
مَدارِسُنا تُقادُ بِلا رَقيـــــــبٍ
وتَعْتَمِدُ التّـــــــــعلّمَ بِالعِقابِ
مَناهِجُها تَدُلّ على هَواهمْ
وَبَرْمَجَةٌ تُحاكُ منَ السّــــرابِ
وَتَرْبِيَةٌ بلا مُواطنَةٍ عُقوقٌ
سَيَقْذِفُ بالجَميعِ إلى الخَــرابِ
أرى التّدْريسَ في وَطَني أَسيرا
وَقَدْ فَقَدَ النّجاعَةَ وَالمَــــصيرا
أَساءَ لَهُ التَّطَفُّلُ بِامْتِيازٍ
وَنَصَّـبَ في إدارَتِنا المُديرا
أَلمْ تَرَ حالَةَ الأسْتاذِ تُبْكي وَقَدْ
ضَرَبوهُ ضرْباً مُسْتَــــــــطيرا
يُكَمَّمُ بِالهراوَةِ في بلادِ بِها
التّعْليمُ قَدْ أَضْحى أَســــيرا
إذا ما العِلْمُ حُوصِرَ في بِلادٍ
وَجَدْتَ شُعوبَها بَشَراً حميــرا
تَعَلَّمْ فَالتّعَلُّمُ كالعــــــــبادَهْ
بِهِ الإنْسانُ تَصْنَعُهُ الإرادَهْ
تَزيدُ بِهِ العُقولُ هُدىً وَرُشْداً
وَبِالتّتْويجِِ ترْفعُنا الشَّـــــهاده
وَمَنْ لمْ يَجْتَهِدْ ليْلاً نهاراً تَعَرّضَ
في الخِـــــــتامِ إلى الإبادهْ
تَعَلَّمْ فالغَفورُ قَدِ اصْطَفانا
لِننْعَمَ في العِبادَةِ بالسّـــعادهْ
وَعَلِّمْ ما اسْتَطَعْتَ لَعَلَّ جَيْلاً
سَيَأْتي بالإرادَةِ والقـــــــــــيادَهْ
جَلَسْتُ على الرَّصيفِ مِنَ الطّريق
أُفَكِّرُ في مُواطَنَةِ الرَّقيقِ
شُعوبٌ قَدْ أَلمَّ بِها ابْتِلاءٌ
فَفَضَّلَتِ التّواصُلَ بالنَّـــهيقِ
أُصيبوا بالهَوانِ فَما اسْتَراحوا
كَأَنَّهُمُ الضَّفادِعُ في النّــــقيقِ
تَلَوَّثَتِ الضّمائِرُ والأَيادي كما
انْقَلَبَ الصَّديقُ على الصَّديقِ
وَمِنْ أَرْحامِنا أَتَتِ المآسي
فَزادَ البُؤْسُ في أَلَمِ الشَّهـيقِ.

زر الذهاب إلى الأعلى