كتب / أيمن بحر
أتم شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر أحمد الطيب 11 عاما، إماما لجامع الأزهر وشيخا له حيث تولى منصبه في التاسع عشر من مارس 2010.
الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين سلطان الرميثي قال إن فترة تولي الإمام الأكبر أحمد الطيب، لمشيخة الأزهر تزامنت مع العديد من التحديات على المستويين الإسلامي والعالمي فقد شهدت هذه الفترة تصاعد شبح الإرهاب والتطرف وتنامي خطاب الكراهية وتعرضت الكثير من المجتمعات الإسلامية لتصدعات قوية في بنيتها الوطنية، وللأسف كانت أغلب هذه الظواهر مغلفة بغلاف الدين.
وأشار الرميثي إلى أن وصول الإمام الطيب إلى رأس أعلى مرجعية إسلامية جاء في الوقت والزمان المناسب مضيفا أن شيخ الأزهر يؤمن بأن الإسلام دين سلام لجميع البشر وأن مبدأ المواطنة هو ما يجب أن يوحد المواطنين داخل الوطن الواحد، ونبذه لمصطلح الأقليات.
وتابع الرميثي حديثه بالتأكيد على أن هذه الصفات لدى الإمام الطيب، كانت تناسب تحديات المرحلة فاستطاع خلال 11 عاما قيادة مؤسسة الأزهر ثم لاحقا مجلس حكماء المسلمين، نحو صناعة السلام ومواجهة التطرف ومد جسور التعاون مع المؤسسات الدينية في الشرق والغرب.
كما نوه إلى أنه لأول مرة في تاريخ العلاقات الدينية نجد هذه العلاقة الأخوية الصادقة بين أعلى رمز إسلامي وأعلى رمز مسيحي هما الإمام الطيب والبابا فرنسيس والتي توجت بوثيقة الأخوة الإنسانية التي تعد واحدة من أهم الوثائق الإنسانية في العصر الحديث.
ولفت إلى أن هذه الوثيقة عززت دور قادة الأديان في مساعدة البشرية في تجاوز أزماتها وقد تجلى ذلك بوضوح خلال أزمة وباء كورونا التي قاد فيها الإمام الطيب الخطاب الديني نحو التماسك الاجتماعي والتضامن الإنساني في مواجهة تبعات الوباء من جانبه قال أمين عام مجمع البحوث الإسلامية نظير عياد: إن الأزهر الشريف شهد منذ أن تولى الدكتور أحمد الطيب شياخته طفرة في شتى المجالات والأصعدة.
وتابع عياد : في المجال الدعوي عمل على استحداث آليات جديدة، فعند توليه مشيخة الأزهر كان عدد الوعاظ لا يتجاوز الألفين فعمل على زيادتهم حتى وصل العدد إلى 4 آلاف وذلك باختيارهم وفق أسس وضوابط علمية وسلوكية.
وأضاف أن الإمام الطيب قام بتأهيلهم العلمي والتقني على الوسائل الحديثة وتزويدهم بالمؤلفات العلمية وإطلاعهم على كل ما هو جديد في المجالات العلمية والاجتماعية.
وأوضح أنه عمل على مواجهة الجماعات المتطرفة لذا أنشأ (مرصد الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية) من أجل رصد كل ما يصدر عن الإسلام سواء من قبل الجماعات المتطرفة أو اتهام الإسلام بأمور ليست فيه وكذلك سهولة التواصل مع كافة الناس عبر الاتصال الإلكتروني ونحوه من الوسائل الحديثة التي تسهل على الناس طلب الفتوى وبيان موقف الشرع الحنيف من القضايا التي تشغل أذهانهم والرد الفوري عليها.كما توسع في إنشاء لجان فتوى في كل مدينة ومركز والقرى الكبيرة حيث بلغ عدد اللجان 230 لجنة تم إنشاؤها لسهولة الوصول إلى أعضاء لجان الفتوى بالأزهر وسهولة التواصل مع الناس لتضييق الخناق على من يدعون العلم وأنصاف المتعلمين، الذين يعملون ليل نهار على استقطاب الشباب إلى براثن أفكارهم المنحرفة وتضليلهم.
ويلفت أمين مجمع البحوث الإسلامية إلى أن الأزهر لعب دورا مجتمعيا بارزا وبسبب المشكلات المجتمعية والأسرية التي قد تؤثر على الأسرة المصرية أنشأ وحدة لم الشمل والوفاق الأسري للذهاب إلى البيوت المصرية التي تواجه نزاعات، وحلها للوصول إلى مجتمع خالٍ من المشكلات المجتمعية.
وتابع قائلا: الأزهر الشريف وإن كان مصري المنشأ فإنه عالمي الرسالة.. رسالته هي رسالة الإسلام، لذا يقوم الأزهر الشريف بدوره العلمي والدعوي عالميا عن طريق طلابه الوافدين الذين يبلغ عددهم أكثر من 30 ألفا يأتون إليه وينهلون من علمه ثم يعودون إلى بلدانهم حاملين مشاعل النور والهداية لأبناء جلدتهم.
كذلك من خلال إرسال البعثات إلى البلدان التي تطلب علماء من الأزهر من أجل نشر الإسلام الصحيح والذين يبلغ عددهم 770، منتشرين في قارات العالم.
ويؤكد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر بقيادة الإمام الطيب كان له دور مهم في التعايش المشترك على مستويين، الأول من خلال (بيت العائلة المصرية) الذي قام الإمام الأكبر باستحداثه لترسيخ قيم المواطنة والوحدة الوطنية.
وتابع: إنه حيث يجمع ممثلو الطوائف المسيحية وعلماء الأزهر في مصر وعدد من الخبراء والمتخصصين من أجل تحصين المجتمع من محاولات الدخلاء زرع الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد.
أما المستوى الثاني بحسب عياد، فهو من خلال إصدار واحدة من أهم الوثائق في تاريخ الإنسانية وهي وثيقة الأخوة الإنسانية التي تعد حدثا تاريخيا يبعث برسالة سلام للبشرية يسعى من خلالها لنشر ثقافة التعايش والإخاء ومكافحة التمييز والعنصرية والكراهية
زر الذهاب إلى الأعلى