شهادات الوهم والسيرة الذاتية
بقلم / محمود عبد العزيز
لاحظت مؤخرا ظهور فئة من الأشخاص يلقبون بالدكتور فلان أو الدكتورة فلانة لمجرد حضورة دورة بثلاثة جنية أصبح دكتور
العلم يا سادة ليس في الدورات
(العلم نأخذه من من العلماء وليس كل من هب ودب عمل دورة أو مؤتمر أصبح دكتور او دكتورة )
فعندما أشاهد سلسلة من الدورات في مجالات التربية الخاصة وتعديل السلوك وعلم النفس والإرشاد النفسي
فأسأل عن أهداف المتقدم/ة الشخصية وسبب اختياره لهذه الدورة أو ذاك وهكذا، فلا إجابة منطقية
من السهل جداً التأكد إن كان المتقدم حضر تلك الدورات والندوات لمجرد أخذ شهادة حضور تضاف للسيرة الذاتية أو أن حضور الدورات ساهم في صقل شخصيته وتنمية مهاراته الذاتية وأن حضور الدورات انعكس على سلوكياته في الحياة.
بناء السيرة الذاتية وتنمية الذات والقدرات الشخصية لا يكون بشهادة الحضور وإنما بالاختيار الأمثل للدورات التي تضيف شيئاً جديداً ينقصك ثم تطبيق مفاهيم تلك الدورات في حياتك الشخصية، وليس تطبيقه علي الأشخاص والعمل بهذه الدورة فلا علاقة بالدورة بالتخصص
فاحرص يا عزيزي على أن تساهم الدورات في تعديل سلوكك وتطوير طريقة تفكيرك اكثر من حرصك على شهادة الحضور فالثقافة الفكرية والخبرات الحقيقية للمتقدمين في الوظائف تظهر بشكل مباشر في أول خمس دقائق من المقابلات الشخصية.
بناء السيرة الذاتية لا يعني حشوها بقائمة طويلة من الدورات وإنما يعني تنمية حقيقية لمهاراتك وقدراتك الشخصية بحيث يتغير سلوكك وينضج تفكيرك وتعرف توجهاتك وطموحاتك المستقبلية وتفهم بالتحديد العقبات التي تقف في طريقك لتحقيق طموحك وتبدأ في التخطيط لتجاوز تلك العقبات من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة واستغلال نقاط القوة الموجودة لديك وسيظهر أثر هذا في سلوكك وطريقة تعاملك مع الفرص التي ستلوح أمامك في حياتك.
اتركوا أصحاب التخصص والمجالات المختلفة فهم أكثر دراية منكم يا اصحاب الدورات
وعجبي