كتب / محمود عمرون
♡
♡
♡
يطلق البعض على «موم» اليوم ألقاب النبوغ والعبقرية، لكنه ظل فاشلا من الناحية المالية طيلة أحد عشر عاما بعد أن بدأ الكتابة
وهذا الكاتب الذي قدر أن يربح من التأليف مائتي ألف جنيه، لم يكن يربح طوال العام- أثناء الأحد عشر عاما الأولى- أكثر من مائة جنيه!
وأحيانا كان يقاسي مرارة الجوع، فحاول أن يعثر على وظيفة كاتب للمقالات الافتتاحية في إحدى الصحف، بمرتب ثابت لكنه لم يجد من يوظفه!
«وهكذا اضطررت إلى الاستمرار في كتابة القصص بسبب عجزي عن العثور على وظيفة »
ولامه أصدقاؤه على حماقته التي تجعله يحترف الكتابة وهو الذي تخرج من كلية الطب، ونصحوه بهجر القلم ليمارس الطب، لكن جهودهم فشلت في زحزحته عن تصميمه على كتابة اسمه على صفحات تاريخ الأدب الإنجليزي
وقد قيل يوما «إن الرجل قد يعمل ويكدح عشر سنوات وهو نكره مغمور، ثم ينال الشهرة فجاءة في خمس دقائق » وهذا القول يصدق كل الصدق على سومرست موم، فقد وآتاه الحظ اخر الامر من حيث لا يدرى:
كان صاحب احد المسارح قد فوجئ بفشل مسرحية جديدة مثلت على مسرحه، قبل ان يعد المسرحية التى تليها، فراح يبحث فى سرعة عن مسرحية ولو متوسطة الجودة، كى يعرضها مؤقتا حتى يعد المسرحية التالية
وفيما هو يستعرض الروايات المهملة فى درج مكتبه، وقعت يده على رواية لسومرست موم إسمها «ليدى فردريك» كانت ترقد في الدرج منذ اكثر من عام
فرأى ان يسد بها الفراغ الشاغر لبضعة اسابيع
وحدثت المعجزة!
فقد ظفرت «ليدى فردريك» بنجاح هائل واثارت من تعليقات المعجبين في انجلترا ما لم تثره مسرحية اخرى منذ عهد اوسكار وايلد
وتهافت مديرو المسارح جميعا على سومرست موم يلتمسون رواياته، فنبش صاحبنا اوراقه المهملة وخرج منها بثلاث مسرحيات مثلت فى ثلاثة مسارح مختلفة فى وقت واحد
ومرة اخرى لعب الحظ مع سومرست موم، حيث كان قد كتب قصة قصيرة اطلق عليها «سادى تومسون» ثم لم يعد يفكر فيها بعد ذلك
وذات ليلة كان احد كتاب المسرح ويدعى جون كولتون يبيت فى ضيافته فطلب شيئا يقرؤه ليستعين به على النعاس واذ ذاك اعطاه موم مسودة قصة سادى تومسون!
واعجب كولتون بالقصة واثارت انفعاله
وفي الصباح قال لموم « ان القصة التى اعطيتني اياها لتعينني على النوم، قد بددت النوم من عيني، فقد قضيت الليلة باكملها افكر في صلاحيتها لان تقتبس منها مسرحية هائلة »
وبالفعل ظهرت مسرحية الأمطار التي تصور الصراع بين الجنس والدين والتي اعتبرها النقاد المسرحيين الامريكين الرواية الثانية بعد هاملت في ترتيب أعظم عشر مسرحيات في جميع العصور